ⓒ Getty Images Bank

كان يا ما كان، في قديم الزمان، عاش ملكٌ اسمه "مونمو"، وهو الحاكم الثلاثين لعصر مملكة شيلا. وبمساعدة الجنرال الشهير "كيم يو-شين"، استطاع الملك أن يوحد الممالك الثلاثة على شبه الجزيرة الكورية في القرن السابع الميلادي. وعلى فراش موته، طلب من ابنه أن يدفنه في البحر الشرقي، حتى يتحول إلى تنين ليحمي المملكة من أي هجوم على المملكة بعد موته. وبالفعل، نفذ الابن، الملك "شين-مون" أمر وصية والده، وبنى قبر والده على جزيرة صغيرة على الساحل الشرقي، كما بنى معبدًا بمواجهة المقبرة البحرية احترامًا لرغبة والده النبيلة.

وفي يوم من الأيام، أخبر أحد المسؤولين الملك بقصة عجيبة. قال إن جزيرة صغيرة كانت تبحر باتجاه المعبد. طلب الملك من المنجم أن يخبره بمعنى هذه العلامة غير المعتادة. رد المنجم قائلًا: "لقد أصبح الملك الراحل تنينًا بحريًا، وأصبح الجنرال كيم يو-شين أحد آلهة السماء، وهم يريدون أن يهدوك كنزًا للدفاع عن البلاد. اذهب إلى البحر وتسلم هديتك القيمة"

وهكذا، ذهب الملكُ إلى البحر وبحث عن الجزيرة الطافية. بدت له من بعيد كرأس سلحفاة تحمل شجرة خيزران. والغريب هو أن جذع الخيزران كان ينقسم إلى اثنين أثناء النهار، ثم يتحد ليصبح واحدًا خلال الليل. بعد سبعة أيام من العواصف الشديدة، ركب الملك زورقًا باتجاه الجزيرة الطافية. وعندما وصل إليها، ظهر له تنينٌ وقال: "مولاي، اصنع مزمارًا من خشب شجرة الخيزران تلك، وإذا نفخت في مزمارك هذا، سيعم السلام الكون كله. إنها هدية من والدِك والجنرال كيم". نفذ الملك وصية التنين، فأمر خدمه بقطع الشجرة المذكورة. وبمجرد أن وصل الملك إلى الشاطئ، اختفت الجزيرة الطافية والتنين.

صنع الملك مزمارًا من الخيزران العجيب. واتضح أن المزمار يتمتع بقوى هائلة. فعندما كان يُعزف، كانت قوات العدو تتقهقر، وكانت الأمراض تُشفى من تلقاء نفسها. كما كان النفخ في ذلك المزمار العجيب كافٍ للإتيان بالمطر في أيام الجفاف، ولكف الأمطار في مواسم السيول. ومنذ ذلك الوقت أطلق عليه اسم "مانباشيك جُك"، وهو ما يعني المزمار الذي يهدئ عشر آلاف موجة، وأصبح كنزًا قوميًا. والعشر آلاف موجة المذكورة في اسم المزمار هي رمز لجميع المصاعب والعراقيل الممكن تصورها. ويقال إنه رمز لرغبة مملكة شيلا بجمع مواطني الممالك السابقة في أمة واحدة، يسود فيها السلام والهدوء.