ⓒ Getty Images Bank

'ودعت السيد صو للبقاء في منزلها إذا مر بالمنطقة مرة أخرى. ثم استقرت عيناها على قدميه. كان جوربيه مثقوبان عند الكعب والأصابع. عرضت المرأة أن تصنع له زوجًا جديدًا من الجوارب، وشعر السيد صو بالحرج والامتنان الشديدين فلم يستطع أن ينطق بكلمة. قدرت قياس قدميه بعينيها، ثم بدأت في قص القماش القطني. قال السيد صو: "ألم يكن ذلك القماش من أجل زواج ابنك؟ كيف تضحين به لصناعة جورب جديد لي؟" قالت: "سوف أضحي بأي شيء كي أستعيد ابني". انتهت من صناعة الجورب الجديد ف يمنصف الليل. كانت يدا السيد "صو" ترتجفان وهو يراقبها وهي تصنع له الجورب. صحيح أن فعلها الطيب كان نابعًا من رغبتها في استعادة ابنها، لكن السيد صو لم يشعر مطلقًا بعاطفة صادقة مؤثرة كهذه من قبل'.

# من شريط المقابلة مع الناقدة الأدبية "جون سو-يونغ"

قد يكون اليوم الذي قابلها فيه السيد "صو" هو اليوم الأقرب إلى قلبه في حياته كلها. فهو لم يستطع أن يكون علاقة دافئة كهذه مع أي شخص آخر لأنه كان دائمًا يرتحل باستمرار من مكان إلى مكان.  لكنه لم يقبل عرضها الطيب الكريم لأنه لم يرد أن يستغل ضيافتها وكرمها. وهو قرار يرينا كيف أن السيد "صو" هو رجل نزيه شريف، لا يستغل كرم الآخرين، ويعتز حتى باللقاءات العابرة.

'وجدوا المتسول الميت بالفعل. لكن العمدة لاحظ أن حقيبة الرجل الميت بدت مألوفة. أدرك أنها حقيبة السيد صو. أمر رجاله بفتح الحقيبة. فوجد فيها فرش الكتابة والحبر الذي عجز السيد صو عن بيعه، وشيء ملفوف بكل عناية في الورق الأبيض. فض العمدة الغلاف، فوجد فيه بعض النقود وزوجًا جديدًا من الجوارب التي بدا أنها لم تستخدم قط. كما وجد ملحوظة قصيرة كُتب فيها أنه يجب استخدام النقود لدفع تكاليف جنازته، وتوصية بأن يجعلوه يضع الجوارب أولًا قبل لفه في الكفن. راح أحد القرويين يفتش زوج الجوارب الذي كان ألطف من أن يليق بمتسول عجوز، فوجد ورقة بداخل جورب من الجوربين، لم تكن سوى لوحة براعم البرقوق التي حملها السيد صو وركض خارجًا من منزل العمدة قبل وقت طويل'.

---

الكاتب " هوانغ سون-وون":

وُلد الكاتب " هوانغ سون-وون " في مدينة ديدونغ بمقاطعة بيونغان الجنوبية في26 مارس عام 1915، وتوفي في 14 سبتمبر عام 2000. ونشر أول أعماله الأدبية عام 1931 بعنوان "حلمي". وفاز بجائزة كوريا الأدبية عام 1983، وعدة جوائز أدبية أخرى خلال مشواره الفني.