الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

النافورة العجيبة

2020-12-18

ⓒ Getty Images Bank

كان يا ما كان، في قديم الزمان، عاش حطاب طيب القلب في قرية جبلية نائية. وفي يوم من الأيام، كان يعمل في الغابة كعادته، كان منهمكًا في قطع الحطب حين فاجأة ظهور غزالة، وكأنها ظهرت من العدم. كانت الغزالة تحجل في مشيتها، بسبب سهم مغروس في قائمتها الخلفية. شعر الحطب بالأسف على الغزالة المسكينة، فأسرع يخفيها بين أكوام الحطب. بعد فترة، جاءه صياد يسأله إذا كان قد رأى غزالة مصابة تفر، فأشار إليه الصياد باتجاه قمة الجبل. وعندما رحل الصياد، سارع الحطاب بمساعدة الغزالة، ونزع السهم من جسمها. راحت الغزالة تنظر إلى الخلف باستمرار، وكأنها تطلب منه أن يتبعها. في النهاية، تبعها الحطاب، وسار وراءها حتى وصلا إلى نافورة. غمست الغزالة رجلها المصابة في ماء النافورة، وبمعجزة مذهلة، شفي جرحها فورًا. ذُهل الحطاب مما رآه، وأسرع عائدًا إلى قريته ليبشر أهل القرية بالنافورة المعجزة التي وجدها. وبفضل ماء النافورة السحري، شفي عشرات المرضى من أهل القرية. 

بلغت أخبار النافورة العجيبة آذان رجل عجوز طماع في القرية. فذهب إلى القاضي المحلي، وادعى أن النافورة هي ملك شخصي له. قال: "سيدي! كان جدي هو أول من وجد النافورة العجيبة. لكن الجميع يستخدمها الآن، كأن لا صاحب لها ولا مالك! إذا استطعت استعادة الملكية الحصرية للنافورة العجيبة، سأجعل الناس يدفعون المال مقابل استخدامها، وسوف أعطيك نصف المال الذي أجني من وراء ذلك". لم يكن القاضي أقل طمعًا من الرجل، فوافق على طلبه دون تردد. وأمر أهل القرية ألا يذهبوا إلى النافورة العجيبة إلا بعد أخذ الإذن من مالكها –الرجل العجوز الطماع- أولًا.

بعد فترة، قابل الحطاب الطيب الغزالةَ مرة أخرى في الغابة. وفي هذه المرة، قادته الغزالة إلى مكان آخر تمامًا، وهناك، وجد نافورة جديدة. كانت النافورة الجديدة تتمتع بنفس القوى السحرية العجيبة مثل سابقتها، فكانت تطيب كل الجروح والآلام. أسرع الحطاب الطيب بإخبار أهل قريته عن هذه النافورة الجديدة. ومنذ ذلك اليوم، توقف الناس عن استخدام نافورة الرجل العجوز تمامًا، ومع مرور الوقت، بدأت تجف، فغضب الرجل العجوز الطماع. ذهب إلى القاضي الفاسد مرة أخرى، وادعى أن النافورة الجديدة هي أيضًا ملكٌ له، وبنى حولها سورًا عاليًا ليمنع أي شخصٍ من استخدامها قبل أن يدفع له الثمن أولًا.

ذات يوم، هطلت الأمطار الغزيرة على بعض المناطق في القرية، لكنها لم تسبب أي أضرار كبيرة في بيوت القرويين. لكن العجيب في الأمر، هو أن السيل قد جرف منزل الرجل الطماع ومنزل القاضي وحتى النافورة الثانية، فلم يبق لهم أثر. كما أن الماء بدأ ينبثق في قوة من النافورة الأولى بعد أن ظن الناس أنها قد جفت إلى الأبد. ومنذ ذلك اليوم، عاش الحطاب الطيب والقرويون حياة سعيدة صحيحة كريمة، لا خبث فيها ولا طمع.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;