ⓒ Getty Images Bank

ترى كم يبلغ ثمن البيض في رأيكم؟ لا شك أن الأسعار تختلف من وقت إلى آخر ومن متجر إلى آخر ومن بلد إلى آخر، لكننا سنرى طريقة غير تقليدية أبدًا لحساب سعر البيض في قصة اليوم.

كان يا ما كان، في قديم الزمان، عاش تاجر يبيع أشياء متنوعة في السوق، بما في ذلك الخضر، والفواكه، والبيض. وفي يوم من الأيام، وقف في السوق يترقب وصول الزبائن، فرأى شابًا يقترب من المتجر وهو يتأمل البيض المعروض. بدا مترددًا لوهلة، ثم سأل التاجر ما إذا كان يسمح ببيع اثني عشر بيضة له على أن ينقده ثمنها لاحقًا. لم يكن من الصعب على التاجر أن يخمن أن الرجل معدم بالنظر إلى ملابسه الرثة وحذائه المقطوع. لم يكن التاجر ينوي أن يلبي له طلبه، لكنه كره أن يطرد أول زبائن اليوم في قسوة، ولذلك أعطاه ثلاث بيضات فقط بدلا من اثني عشر بيضة، سارع الرجل بالإعراب عن امتنانه إلى التاجر، قبل أن يختفي. وسرعان ما نسي التاجر الأمر برمته، وانشغل في تفاصيل يومه.

مرت ثلاث سنوات، وكان التاجر لا يزال يبيع الأغراض في نفس مكانه في السوق. وذات يوم، جاءه رجل تبدو عليه إمارات الثراء، وأعطاه صرة مليئة بالنقود. قال الرجل: "سيدي، لقد جئتك كي أدفع لك ثمن البيضات الثلاث التي أهديتني إياها بكل كرم قبل ثلاث سنوات، وأود أن أعبر لك عن شكري وامتناني ثانية". تأمله التاجر في دهشة وقد تذكره، إنه الشاب الفقير الذي أهداه التاجر ثلاث بيضات. لكنه لم يعد معدمًا، بل بدا ثريًا للغاية. تصور التاجر أن الشاب قد أصاب تجارة رابحة جنى من وراءها ثروات طائلة، وعندما فتح الصرة، وجدها قد ملئت عن آخرها بالعملات، التي كانت تفوق بكثير ثمن ثلاث بيضات.

لكنه سرعان ما أعاد الصرة إلى الشاب وهو يقول: "ما هذا السخف! أتعرف كم يبلغ ثمن البيض؟ سأشرح لك! البيضات الثلاث يخرج منها دجاجات ثلاث، وكل واحدة منها تبيض بيضًا جديدًا. وإذا افترضنا أن كل دجاجة منها تبيض بيضة واحدة فقط كل يوم، فهذي يعني أن كل دجاجة ستبيض 365 بيضة في العام. وكل بيضة من هذه البيضات ستفقس دجاجة جديدة تبيض بيضًا جديدًا بدورها، وهكذا دواليك! هل تستطيع أن تتصور إذن الثروة الطائلة التي كان من الممكن أن أجنيها من هذه البيضات الثلاث التي أهديتك إياها قبل ثلاث سنوات؟". ابتسم الشاب إذ أدرك محاولات التاجر الطماع للحصول على المزيد من المال، فقال: "لكن الدجاجات لم تكن ستنمو دون علف وعناية، ولا أظنني مضطر لدفع ثمن العلف أيضًا".

لم يجد التاجر بدًّا من الاعتراف بمنطق الشاب السليم، فبدأ في حساب التكلفة من جديد بعد اقتطاع ثمن العلف. "حسنًا، لنبدأ بدجاجة واحدة تأكل بعض العلف كل يوم. سوف يكلف هذا… هممم". كان قد صب كل تركيزه على إجراء هذه العملية الحسابية المعقدة، فلم ينتبه أن الشاب قد غادر بالفعل. بعد فترة، شعر التاجر أن شيئًا ما قد تغير، وعندما التفت، اكتشف أن الشاب وصرة النقود قد اختفيا. كان يستطيع أن يحصل على مال يبلغ أضعاف ثمن السلعة التي باعها، لكنه ضيع كل شيء بطمعه وجشعه. شعر بالندم على الفرصة التي أضاعها من بين يديه، لكن الأوان كان قد فات.