الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

مقطع من شيم تشونغا

#أنغامنا الجميلة l 2023-05-04

أنغامنا الجميلة

مقطع من شيم تشونغا
تدور أغنية البانسوري التراثية «شيم تشونغ غا» حول فتاة تُدعى «شيم تشونغ» تبيع نفسها للبحارة لتنقذ والدها. وقد تأثرت الكائنات المقدسة في عالم الأرواح بإخلاصها في حب والدها، فساعدوها حتى أصبحت ملكة في نهاية الأمر، واستطاعت أن تعيد لأبيها ولكل ضرير في البلاد نظره مرة أخرى. وهي نهاية ممكنة فقط لأنها قصة خيالية، ومن الطريف أن الجمهور المعاصر لن يتأثر بتصرف «شيم تشونغ» وتفانيها، بل سيعدون تصرفها من قبيل الغباء أو التهور. ولكن تصرفات الإنسان لا تتشكل نتيجة للتفكير والمنطق فقط، خاصة عندما يتعلق الأمر بشخص عزيز. فلا يستطيع المرء أن يحسب الأمور بمنطقية وعقل عندما يجد من يحب في موقف خطر. فالرغبة في فعل أي شيء من أجل من تحب هي رغبة تتشكل أثناء مقاسمة أيامنا معهم، وتتراكم مشاعرنا مع مرور الوقت. فكلما عاش المرء لفترة أطول، ابتعد عن معايير العقلانية.

وجد والد «شيم تشونغ» نفسه مسؤولًا عن تربية رضيعته وحده، لأن زوجته توفيت بعد ولادتها بأيام معدودة. وكان شديد الاعتماد على زوجته قبل وفاتها بسبب إعاقته، ولذلك وجد نفسه في موقف لا يُحسد عليه بعد وفاتها، حتى أنه فكر في الانتحار لأنه لم يدرِ كيف يمكنه العيش وحده، ناهيكم عن رعاية طفلة رضيعة. ولكن الرضيعة ظلت تبكي إذ لم تجد من يرضعها بعد وفاة والدتها، ولم يكن الحليب الصناعي معروفًا في ذلك الوقت بالطبع، ولذلك ذهب الأب الضريرُ إلى مكان اجتماع النسوة المتزوجات ليرجوهن أن يعطين رضيعته بعضًا من لبنهن. وقد استجابت له النسوة بكل سرور وترحيب، فأرضعن الصغيرة حتى شبعت ونامت قريرة العين. وقد شعر «شيم» بانعدام الحيلة وهو جالس بجوار صغيرته التي استغرقت في نوم عميق، فعاهد نفسه على أن يبذل كل ما في وسعه ليجتهد في تربيتها. ورغم أن كلمات المقطع الذي استمعنا إليه من الأغنية تناقش البحث عن طعام للصغيرة، فهو –في واقع الأمر– يناقش كيف وجد «شيم» دافعًا جديدًا لمواصلة الحياة، وكيف كان كلا منهما مدينًا بحياته للآخر. ولذلك، لم يكن من الغريب أن تشعر «تشونغ» بكل ذلك القلق على أبيها بعدما أصبحت ملكة. وهناك مقطع توصي فيه إوزةً بريةً مهاجرة أن تمر بأبيها فتخبره بأنها على قيد الحياة وأنها بخير، وأنها تفتقده. 

أقامت «تشونغ» حفلًا لأصحاب الإعاقة البصرية قابلت فيه والدَها أخيرًا. لم يكن السيد «شيم» قد استعاد بصره بعد، ولذلك كان ضمن المدعوين. وعندما سمع صوت ابنته وهي تناديه، استعاد بصره فورًا، واجتمع الأب وابنته أخيرًا. واكتشف «شيم» أن ابنته على قيد الحياة، وأنها أصبحت ملكة البلاد أيضًا. كما أنه استعاد بصره أيضًا. شعر «شيم» بسعادة كبيرة، فألقى عصاه وانخرط في الرقص والغناء. وكان ليحتفل بنفس الحماس حتى لو لم يكن استعاد بصره وحتى لو لم تصبح ابنته ملكة، إذ أن سعادته برؤيتها من جديد كانت لا تقدر بثمن. ولا شك أن المشاعر التي يصورها ذلك المشهد مشاعر يفهمها كل أب وأم في كل مكان في العالم، ولهذا السبب تتمتع مقطوعة البانسوري هذه بشعبية أكبر من غيرها.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;