الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top
ساسُل شيجو
الشيجو هو نوع من الشعر الكوري الذي يتميز بأن له صورة ثابتة جامدة. ويتكون شعر الشيجو من ثلاث أبيات فقط، يتكون كلٌّ منها من خمسة عشر مقطعًا. ولذلك تتكون القصيدة بأكملها من حوالي 45 مقطعًا. وتصف هذه الأشعار بالغة القصر في الغالب مشاعر المرء والمناظر الطبيعية الخلابة بتعابير جميلة. ولكن لا شك أن طبيعة الفنان تدفعه إلى كسر القوالب الصلبة، ولذلك طالت قصائد الشيجو مع الوقت، وأصبحت تستخدم لحكاية المزيد من الحكايات. وتشير قصائد الـ«بيونغ شيجو 평시조» إلى قصائد الشيجو المكتوبة بالطريقة المعتادة، والـ«ساسُل شيجو 사설시조» هي قصائد أطول تحكي قصصًا أطول أيضًا. ولم تكن الشيجو في البداية مجرد قصائد، بل كانت كلمات تكتب لتغنى. فكان الناس يكتبون الكلمات وينغمونها لتكوين مقطوعات الشيجو. وكانت مقطوعات الـ«بيونغ شيجو» تغنى ببطء واسترخاء في بداية الأمر، لكن حين بدأ الناس في غناء الـ«ساسُل شيجو» على أنغام الـ«بيونغ شيجو»، جعل هذا كلمات الـ«ساسُل شيجو» الكثيرة تُحشر حشرًا في لحن أغنية أقصر منها طولًا، مما أضفى عليها طابعًا من السرعة والمرح.

 
يشير مقطع «سا سُل» في مصطلح «ساسُل جيرُم شيجو» إلى طول كلمات القصيدة، أما كلمة «جيرم» فتشير إلى أن افتتاحية الأغنية تُغنى بصوتٍ مرتفع. وتُغنى البيونغ-شيجو بنغمة رتيبة، ليست مرتفعة أكثر من اللازم، وليست ناعمة أكثر من اللازم. ولكن افتتاحية الأغنية التي استمعنا إليها قبل قليل كانت تتميز بصوت مرتفع عالِ النغمة للغاية. وتبدأ الأغنية بوصف صياد يحمل بندقية صيد يتجول في قلب جبال هضراء. وعندما يُطلب من الصياد ألا يطلق النار على أوزة برية تبكي في حزن بعدما فقدت وليفها، يرد الصياد بأنه ليس قاسِ القلب إلى درجة الإقدام إلى قتل كائن مسكين كهذا، حتى لو كان رجلًا جاهلًا غير متعلم. ويزداد الطابع السريع المرح وضوحًا في أغاني الشيجو مع مرور الوقت، وهو ما يعني أنها تفقد الطابع الجامد الذي كان يميزها من قبل. حتى أن بعض أغاني الشيجو صارت أكثر شبهًا بالأغاني الشعبية التراثية، مثل «نان بونغا 난봉가»، والتي أصبحت تعرف باسم «ساسُل نانبونغا»، وتقول بعض كلماتها:
الحبيب الذي هجرني سيعاني من آلام وتقرحات في قدمه قبل أن يقطع مسافة عشرة لي
وسوف يقابل اللصوص قبل أن يقطع مسافة عشرين لي
وسوف يعود إليَّ قبل أن يقطع مسافة ثلاثين لي
أكبر بنات جارتي ستتزوج، ولكن ابن جارتي الأخرى خرج ليشنق نفسه
وفقدان الحياة ههو أمرٌ ليس بالحزين، ولكن الحبل سيُهدر بكل تأكيد
ولا شك أن الكلمات تحمل شيئًا من القسوة وتبلد المشاعر، إذ تسخر من نهاية مأساوية لحياة شاب، ولكن تركيز الأغنية يدور حول انتقاد ألم الفراق، والبحث عن أي تسرية في ذلك الموقف الصعب. 

غالبًا ما تُجهل أصول الأغاني الشعبية التراثية وأيضًا مؤلفوها. فأي شخص يستطيع أن يروي قصته المؤثرة بعد تنغيمها على ألحان جميلة، وهو ما يتحول إلى أغنية شعبية تراثية محددة الكلمات والأنغام مع مرور الوقت. ويستطيع الفنان أن يضفي من شخصيته المتفردة على الأغنية عن طريق إضافة بعض التغييرات عليها. وقد تكون تلك التغييرات ثورية بالنسبة إلى بعض الأشخاص. ومن أمثلة ذلك، أغنية «سا سُل نان بونغ» التي استمعنا إليها منذ قليل، والتي أعيد توزيعها لتصبح أغنية بوب على يد «لي هي-مون». وتحمل تلك النسخة المحدثة نفس كلمات الأغنية الأصلية ونفس نغماتها، ولكن جوها يختلف تمامًا. وقد ترى الأجيال الأكبر أنها لا تمت للأغاني التراثية بصلة، ولكنها تروق للأجيال الشابة أكثر من الأغنية الأصلية.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;