نسيج الرامي والقِنَّب كانا من الأقمشة التي تستخدم كثيرًا في فصل الصيف في كوريا. وكان كلاهما يُنسج من ألياف تستخرج من نبات القنب، ويشتهر ذلك النبات باستخراج الماريجوانا المخدرة منه أيضًا، ويتميز نسيج الرامي بلون أنصع بياضًا ونسيجٍ أرق من القنب. ويطلق على نسيج الرامي المنسوج بأرق الخيوط اسم «سيه موشي 세모시». وأفضل أنواع الـ«سيه موشي» في كوريا هو «هان سان سيه موشي» الذي يُصنع في «هان سان» بمقاطعة تشونغ تشونغ الجنوبية. ويتمتع الـ«سيه موشي» برقته الشديدة، لدرجة أن الهانبوك التقليدي المصنوع من الـ«سيه موشي» يمكن أن يُضغط في هيئة كرة صغيرة إذا ابتل. وهو قماش مناسب للصيف، وذلك لأنه عند كيِّه بماء النشا يكون خفيفًا ويساعد على التهوية الجيدة، فيشبه زوجًا من أجنحة اليعاسيب، كما يقول كبار السن في كوريا. وفي الماضي، كان امتلاك زي هانبوك مصنوع من الـ«سيه موشي» من قبيل اللفتات الفاخرة التي لا يستطيعها إلا أرقى وأثرى النبيلات. وهناك أغنية تراثية بعنوان «هانسان سيموشي 한산세모시» أو «هانبوك من قماش الـسيه موشي» توارثتها الأجيال في منطقة كوهنغ بمقاطعة جولا الجنوبية. 

وتصف كلماتها ملابس مصنوعة من نسيج الـ«سيه موشي». وتقول بعض كلماتها:

الملابس رقيقة وعريضة

والملابس المصنوعة من نسيج سيه-موشي هان-سان تشبه أجنحة حشرة الزيز أو اليعسوب

لننفض الجونلة ونذهب لمشاهدة الفرقة الموسيقية وهي تعزف الموسيقى

والفرقة المذكورة هنا هي فرقة من فرق الـ«سادانغ بيه» أو فرق الفنانين الرحالة التي كانت معروفة في ذلك الزمن. ورغم أن مؤلف الأغنية لم يوضح ذلك صراحة، فيبدو أنه يتمنى أن يجد الحب خلال تلك النزهة المذكورة. 

قديما، كان هناك مواطنون عاديون يغنون بنفس احترافية المطربون المحترفون في كل قرية. وربما كانت مواهبهم وجدت أرضًا خصبةً تتطور فيها لأن الكوريين يغنون في كل المواسم والأزمان والمناسبات. فكانوا يغنون عند نزع الحشائش الضارة من الحقول، وعند نسج الأقمشة على النول، أو عند أخذ الاستراحات من العمل. وتشتهر منطقة «جيندو» بمقاطعة «جولا» الجنوبية تحديدًا بالعامة الذين كانوا يحبون الموسيقى ويجيدون الغناء. ولا يزال حب الغناء مستمرًّا حتى يومنا هذا، إلى درجة أنك إذا طلبت من أحدًا في السوق مثلًا أن يغني لك، لشدا لك أغنية بكل سرور. ويقال إن النسوة في الماضي كن إذا رأين غريبًا يدخل البلدة، يتركن الحقول ويطلبن منه أن يغني ليحكموا على قدراته الغنائية. وأشهر أغاني «جيندو» هي «جيندو آريرانغ»، وهي أغنية يعرفها كل مواطن كوري. ورغم أن كل كوري تقريبًا يستطيع أن يغني تلك الأغنية، فهي ليست قديمة إلى ذلك الحد. وتعتبر أغنية «ساناجي تاريونغ 산아지 타령» أشعر أغاني المناطق الجنوبية، ولكن خبير الديغم «باك جونغ-غي» الذي اشتهر بابتكاره مقطوعات العزف الحر بالديغم، والذي يعرف باسم: سانجو، نظمها ليكون أغنية «جيندو أريرانغ».