تحكي كلمات أغنية البانسوري الشهيرة «سوكونغا» قصةً تدور أحداثها في قصر يقع تحت البحر، ويقيم فيه ملك البحار. وعندما مرض الملك، صعدت السلحفاة البحرية على البر لتجلب له كبد أرنب يستشفي به من مرضه، فكان غرضها الأساسي هو العثور على أرنب وخداعه للحصول على كبده، ورغم أن خطتها نجحت في البداية، استطاع الأرنب بذكائه وحيلته أن يجعلها تعيده إلى اليابسة من جديد قبل أن تحقق غرضها، ففر منها. وكان السبب في ذلك كله هو أن أحد الرهبان الطاويين كان قد أخبر التنين ملك البحار أن دواء مرضه في أكل كبد الأرنب لا غير. ولم يكن هذا شيئًا سهلًا، إذ كيف للحيوانات البحرية أن تصيد أرنبًا بريًّا لتحصل على كبده؟ ولذلك، عقد الملك اجتماعًا لحاشيته للبحث عن حل، وكانت حاشيته كلها من الحيوانات البحرية المتنوعة، بدءًا من الأسماك والسلاحف البحرية، مرورًا بالأخطبوط وحتى الحيتان. والمشهد الذي يصف اجتماع الكائنات البحرية، أعيد توزيعه في أغنية حديثة بعنوان «أوريودوغام 어류도감» أو «قصة مصورة عن الأسماك» نستمع إليها الآن معًا بأداء «لي نال-تشي».

هناك مقولة قديمة في كوريا تفيد أن الشخص الحكيم هو من يحب الماء، وأن الشخص المستقيم يحب الجبل. فحسب الفلسفة الصينية، فالماء يخدم كل شيء دون أن ينافس شيئًا، وهو يسري إلى الأماكن المنخفضة التي ينفر منها الجميع. وهو ما يعني أن الشخص الحكيم هو شخص متواضع دائمًا ويحاول أن يساعد الآخرين دون أن يكون عنيدًا أو متكبرًا. أما الشخص المستقيم، فهو يتعامل مع كل شيء دون أن يحيد عن طريقه بسبب الأشياء التافهة الصغيرة، تمامًا كالجبل. وفي الصيف، يحب الناس اللجوء إلى الأماكن التي تخف فيها درجات الحرارة، ولا يفضلون تسلق الجبال بما في ذلك النشاط من مشقة وزيادة شعور بالحر. والمقطوعة التي سنستمع إليها الآن هي «دونغ هيه بادا» أو البحر الشرقي، وهي أغنية تراثية من المناطق الجنوبية. وتدور كلماتها حول الشعور بالأسى بسبب توديع المحبوب عند شاطئ البحر. ولا شك أن الكثيرين ممن يمرون بهذا الموقف يشعرون بهذه المشاعر نفسها. وتتمتع الأغنية بإيقاع سريع ونغمات عالية، فهي ليست أغنية حزينة الطابع، بل تشعر المستمع بشيء من الراحة. وربما يكون السبب في ذلك هو أن الوداع على الشاطئ يجعل رياح البحر تحمل معها المشاعر السيئة والإحباطات والغضب أيضًا.