ⓒYONHAP News

وسط مخاوف من الركود الاقتصادي العالمي، انخفض مؤشر سوق الأسهم الكورية "كوسبي" إلى أقل من مستوى 2300 نقطة الأسبوع الماضي، وذلك لأول مرة منذ عام و8 أشهر، فيما شهد سعر صرف الدولار الأمريكي أمام الوون الكوري ارتفاعا حادا، ليسجل أعلى مستوياته منذ 13 عاما، وهو ما تسبب في زعزعة استقرار السوق المالية في كوريا الجنوبية.

إلى جانب هذا، سجل معدل ارتفاع التضخم في البلاد أعلى من 6%، وهو ما قد يؤدي إلى رفع سعر الفائدة الأساسي، وبالتالي إلى زيادة الأعباء المالية الأسرية.

وانخفض مؤشر كوسبي إلى أقل من مستوى 2300 نقطة عند الإغلاق يوم الأربعاء الماضي، وذلك لأول مرة منذ يوم الثلاثين من شهر أكتوبر من عام 2020.

وقد شهد مؤشر كوسبي ارتفاعا يوم الثلاثاء الماضي بعد هبوطه لـ5 أيام متتالية، لكنه انخفض مرة أخرى ليقل عن 2300 نقطة يوم الأربعاء بسبب بيع المؤسسات والأجانب لأسهم تبلغ قيمتها حوالي 940 مليار وون. 

أما السوق المالية العالمية فقد ظلت مرتبكة بسبب زيادة المخاوف من حدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة، حيث عانى المؤشر الرئيسي لبورصة نيويورك من عدم الاستقرار، فيما شهدت مؤشرات البورصة الأوربية انخفاضات حادة.

ويرجع السبب الرئيسي في قيام الأجانب ببيع أسهمهم في البورصة الكورية إلى ارتفاع سعر الصرف الأجنبي، حيث بلغ سعر صرف الدولار الأمريكي 1306.3 وون كوري، بعد أن كان 1300.3 وون في اليوم الأسبق، مسجلا بذلك أعلى مستوياته منذ 13 عاما.

إلى جانب هذا، يزداد التضخم سوءا. فطبقا لتقرير صادر عن هيئة الإحصاءات الكورية يوم الثلاثاء الماضي، بلغ مؤشر سعر المستهلك في شهر يونيو 108.22 نقطة، بزيادة 6% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، مسجلا بذلك أعلى مستوياته منذ شهر نوفمبر من عام 1998 الذي تعرضت فيه كوريا لأزمة مالية.

وكان معدل التضخم في كوريا قد ظل في نطاق 4% منذ بداية هذا العام، حيث بلغ 4.1% في مارس، و4.8% في أبريل، لكنه ارتفع إلى مستوى 5.4% في مايو، ثم تجاوز 6% في يونيو.

وأرجع التقرير السبب في هذه الزيادة إلى ارتفاع الأسعار العالمية للمواد الخام والحبوب الغذائية.

وتوقع الخبراء الاقتصاديون أن يكون الاتجاه التصاعدي للتضخم أكثر حدة خلال الفترة القادمة، وهو ما قد يتسبب في عدم وجود خيار أمام البنك المركزي الكوري سوى رفع سعر الفائدة مجددا للحد من ارتفاع التضخم.

وفي هذا الصدد، قال البنك المركزي إنه من المتوقع أن يزيد معدل ارتفاع التضخم عن 5% لفترة من الزمن مع استمرار زيادة الضغوط لارتفاع سعر المستهلك في العرض والطلب في آن واحد، نتيجة للاستمرار المتوقع في عدم الاستقرار في سلاسل التوريد العالمية للنفط الخام والحبوب الغذائية في النصف الثاني من هذا العام.

ويرى بعض المراقبين أن البنك المركزي قد يقوم برفع سعر الفائدة الأساسي بنسبة كبيرة تبلغ 0.5% مرة واحدة.

ومن المتوقع أن يزداد وضع السوق المالية العالمية سوءا في النصف الثاني من هذا العام، مما قد يتسبب في زعزعة استقرار السوق المالية في كوريا الجنوبية.