ⓒ Getty Images Bank

وفقا لنتائج بحث أعلنتها مؤخرا وزارة المساواة بين الجنسين والأسرة، اتضح أن الانقطاع الوظيفي للنساء في كوريا قد تكثف في أثناء جائحة كورونا. فقد أعلنت وزارة المساواة بين الجنسين والأسرة في الأول من يونيو الجاري عن نتائج "مسح النشاط الاقتصادي للمرأة لعام 2022" الذي أجري على 8521 امرأة تتراوح أعمارهن بين 25 و54 عاما. وهذا المسح الإحصائي معتمد على المستوى الوطني ويتم إجراؤه كل ثلاثة أعوام. وحسب نتائج البحث، اتضح أن أكثر من 40% من النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 25 و54 عاما قد تعرّضن لاستراحة مهنية مرة واحدة على الأقل. وتعد هذه زيادة بنسبة 7.6% مقارنة بالمسح الذي تم إجراؤه في عام 2019، قبل جائحة كورونا. وتبين أيضا أن النساء المتزوجات اللاتي لديهن أطفال قد خضن تجربة الانقطاع الوظيفي بدرجة أعلى من النساء المتزوجات اللاتي ليس لديهن أطفال. كما زاد الوقت الذي تستغرقه المرأة في العثور على وظيفة جديدة بعد الانقطاع الوظيفي من 7.8 سنة قبل ثلاثة أعوام إلى 8.9 سنة. أيضا اتضح أنه اعتبارا من شهر مارس من عام 2020، أي وقت انتشار فيروس كورونا، وحتى أكتوبر 2022، وهو وقت إجراء الاستطلاع، كان 65.6% من النساء اللاتي تركن وظائفهن هن في الغالب في الثلاثينيات من العمر. ومن بين هؤلاء، كانت نسبة 53.9% من النساء اللاتي عملن في صناعة الخدمات مع الكثير من الأعمال وجها لوجه. أما بالنسبة للعامل المباشر لمغادرة مكان العمل، فقد أشار نصفهن تقريبا إلى "عدم وجود خطة استجابة للحالات الطارئة لرعاية الطفل" باعتباره السبب الأكبر. وفي الحالة التي يكون فيها العمل من المنزل مستحيلا، لم يكن هناك من يعتني بالأطفال الذين يبقون في المنزل خلال الدروس عبر الإنترنت. ومن ناحية أخرى، أظهرت الوظائف التي عثرت عليها النساء مرة أخرى بعد الانقطاع الوظيفي انخفاضا في الأجور والأمن الوظيفي مقارنة بوظائفهن السابقة. وبالنظر إلى الوظائف الأولى التي عثرن عليها بعد الانقطاع الوظيفي، انخفض عدد الوظائف الكتابية والمهنية والوظائف بدوام كامل، بينما زاد عدد اللاتي يعملن في المبيعات والخدمات والوظائف المؤقتة والعاملات لحسابهن الخاص وبدوام جزئي. وبالإضافة إلى ذلك، كانت الأجور الشهرية التي تتلقاها النساء من الوظائف التي حصلن عليها مرة أخرى بعد الانقطاع الوظيفي 84.5% من الأجر الشهري قبل الانقطاع الوظيفي، و84.2% فقط من أجور النساء اللاتي لم يتعرضن لانقطاع وظيفي. وعلى الرغم من وجود عدد متزايد من أماكن العمل ذات نظام التوازن بين العمل والأسرة المجهز تجهيزا جيدا، فمن المؤسف أن الكثير من النساء قد تركن وظائفهن لأنه كان من الصعب عليهن التوفيق بين تربية الأطفال والعمل بسبب فيروس كورونا. وعلى وجه الخصوص، يبدو أن النساء المتزوجات اللاتي لديهن أطفال صغار قد عانين من أكبر أزمة انقطاع وظيفي بسبب كورونا. والأمر الأكثر سوءا هو أنه حتى لو أردن العثور على وظائف مرة أخرى، فإنهن يواجهن صعوبات بسبب نقص المعلومات حول الوظائف الجديدة، وانعدام الثقة في التكيف مع المجتمع، ونقص الخبرة في العمل أو المهنة. لذلك فأنه من المهم تشجيع نمو النساء على المدى الطويل من خلال توفير وظائف جيدة بحيث يمكن للاتي يرغبن في إعادة التوظيف بعد التوقف مؤقتا عن الأنشطة الاقتصادية بسبب الولادة أو رعاية الأطفال أو وباء كورونا، إثبات قدراتهن مرة أخرى.