هناك مثل كوري يقول "الطائر الذي يستيقظ مبكرا، يستطيع التقاط دودة"، وهذا المثل يشجع الناس على الاستيقاظ مبكرا في الصباح للعمل أو للدراسة بدلا من النوم. 

في الماضي، كان المسنون يعتقدون أن من ينام كثيرا ويستيقظ متأخرا يكون شخصا كسلانا، وليس أمامه مستقبل مشرق. لكن مع تغير الوقت وتطورات المجتمع تغير معنى المثل أيضا، حيث صار هكذا: "الطائر الذي يستيقظ مبكرا، يستطيع تجنب الحافلات وقطارات المترو المزدحمة بالركاب". جاء ذلك بسبب الازدحام الشديد الذي نلاحظه على الطرق كل صباح ومساء. يذكر أن الكثير من الموظفين خاصة الذين يسكنون خارج العاصمة سيول أو في ضواحيها بسبب التكاليف السكنية العالية، يضطرون إلى الخروج من المنزل مبكرا جدا للوصول إلى شركاتهم في الوقت المحدد. 

اتضح أن حوالي 25 بالمائة من الموظفين والعاملين في الشركات يخرجون من منازلهم قبل الساعة السابعة صباحا. ونسمى هولاء المستيقظون مبكرا باسم "얼리버드" أي "الطائر المستيقظ مبكرا". 

من ناحية أخرى، فإن الوقت الذي يخصصه هؤلاء الموظفون في الذهاب إلى الشركات كل يوم يبلغ 35 دقيقة في المتوسط، و40 دقيقة بالنسبة للناس المقيمين في الضواحي. 

أما المسافة التي يقطعونها فتبلغ 18.4 كيلومتر يوميا. خاصة في مثل هذه الأيام التي تسقط فيها كميات كبيرة من الثلوج وتنخفض فيها درجة الحرارة، يعانون من الذهاب إلى الشركات، كما تقع بعض الأحداث غير المتوقعة مثل خلل في القطارات أو حوادث مرورية أو مظاهرات، وهو ما يعرقل المرور أحيانا. لذلك يضع الموظفون في الاعتبار أن الموقع هو الأهم عند استئجار منزل، بالتالي يحاولون الحصول على منزل بالقرب من مكان العمل، وذلك من أجل تخفيف الضغط النفسي الناجم من المسافة الطويلة بين المنزل ومكان العمل. 

من أجل تخفيف العبء عن مثل هؤلاء الموظفين، تخطط الحكومة لتقصير الوقت اللازم للوصول للشركات والعودة منها لحوالي 30 دقيقة بحلول عام 2030. يعني حتى ذلك العام، ستستمر معاناة بعض الناس. 

حسب فريق بحثي بقيادة البروفسور "إي دونغ أوك" في مستشفى "إين ها"، اتضح أن الشخص الذي يقضي أكثر من 60 دقيقة للوصول إلى مكان عمله والعودة منه يوميا، يكون لديه احتمال أكبر للإصابة بالاكتئاب مقارنة بالشخص الذي يقضي أقل من 30 دقيقة.