الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الحياة

الأسرة المفردة

2015-02-13

على الرغم من أن كوريا مازلت تحافظ على نظام الأسرة، والعلاقات والروابط بين الأسرة مازالت قوية، إلا أن هناك ظاهرة تقلق المجتمع الكوري وهي تحول كوريا الى نمط الأسرة المفردة أو ما يسمى (single korea). فحسب إحصائية قامت بها الهئية العامة للإحصاء عام 2014 تتعلق بتكوين الأسرة، فإن الأسرة المكونة من الأب والأم والأبناء احتلت نسبة 37٪ من بين الأسر بشكل عام، في حين أن الأسرة المكونة من شخص واحد تشكل نسبة 23،9٪، وأخيراً الأسرة المكونة من الزوجين فقط بنسبة 15،4٪. لكن في عام 2020م ستكون الأسرة المكونة من شخص واحد 29،6٪ وهي النسبة الغالبة، أي أنه ستكون هناك أسرة واحدة من بين كل أربع أسر مكونة من شخص واحد فقط. لذلك على الحكومة وضع سياسات وخطط وتوجهات إقتصادية وثقافية وترفيهية وتعليمية هادفة وملائمة لهذه الحالة خاصةً أن هذه الظاهرة تترافق مع ظاهرة العزوف على الزواج بسبب كثرة المتطلبات، وظاهرة ازدياد معدل طول العمر المتوقع.
و إذا لم تحل هذه المشكلة فسيكون المجتمع الكوري مكون من أسر بلا أولاد، أي في المرتبة الأولى ستأتي الأسر المكونة من شخص واحد، ومن ثم أسر مكونة من الزوجين فقط، وأخيراً وبشكل قليل الأسر التقليدية الطبيعية المكونة من الوالدين والأبناء.

وفي استبيان شارك فيه 100 شخص نصفهم في العشرينات من العمر، والنصف الآخر فوق الستين من العمر أجابوا على سؤال ما إذا كانت الأسرة الطبيعية تتكون من الزوجين والأولاد فقد أجابت نسبة ما فوق الستينات بأنه من الطبيعي أن تتكون الأسرة من الأبوين والأولاد بنسبة 94٪، في حين 52٪ فقط من فئة العشرينات أجابت بأن الأسرة يجب أن تتشكل من الوالدين والأطفال.
وفي الإجابة على منطقية وصحة تسمية الأسرة المكونة من شخص واحد بأسرة، فقد أجاب 20٪ من كل الأشخاص المائة المشاركين بنعم. و تضاعفت هذه النسبة 4 مرات خلال 12 سنة، ففي إحصائية في عام 2002 أجاب 5،1٪ فقط بأن الأسرة المكونة من شخص واحد هي أسرة بالفعل.
وفي البحث عن اسباب هذه الظاهرة تم تقسيم الأشخاص الذين يعيشون بمفردهم الى 3 أنواع من الأشخاص أو تجاوزاً يمكن أن نسميهم أسر تفضل العيش بمفردها،وهي الشخص الذي استقل عن أسرته منذ صغره ويعيش بمفرده، ويركز على إرضاء ذاته ولا يريد ان يتحمل مسؤولية غير مسؤولية نفسه وامتاعها،لكن لا يعارض فكرة الزواج، وممكن يتزوج إن وجد شخصاً مناسباً له. و الشخص الثاني هو شخص لم يتزوج ولا يقبل فكرة الزواج أبداً، ولديه المقدرة المادية والكفاءة العلمية ويتمتع بثقافة عالية، والطريف أنه جيد في استخدام التكنولوجيا. أما النوع الأخير فهو الشخص الذي يعيش معزولاً عن الناس ويبنى جداراً يعزله عن الناس لأنه لا يعرف كيف ان يتعامل مع الناس و لا يعرف كيفية تكوين علاقات مع الغير.


ومع تزايد هذه الظاهرة بدأت الشركات والأماكن العامة بإيلاء هذه الفئة اهتماماً كبيراً وبدأت تقدم خدمات خاصة لهم، فعلى سبيل المثال ازدادت بشكل كبير نسبة الأماكن التي يستطيع الشخص استخدامها بمفرده مثل المنزل المشترك (Share House) حيث تتشارك عدة أسر كل واحدة منها مكونة من شخص واحد في شراء أو استئجار بيت واحد، وذلك لأن كل منها لا تستطيع شراء منزل بمفردها.. ويستخدوا المرافق بشكل مشترك في حين لكل منهم قسمه أو غرفته الخاصة في المنزل.و حتى المطاعم خصصت أماكن خاصة لهم، ولتفادي خجل الشخص الأكل بمفرده، قامت بعض المناطق بوضع حواجز تحجب الرؤية بين الطاولات لكي يأكل الطعام بحرية ودون خجل، حتى أن مطاعم اللحم خصصت طاولات شواء مفردة لهم. ليس هذا فقط، بل حتى الشركات بدأت تصنعت الاثاث القابلة للفك والتركيب لكي يسهل على الشخص الذي يعيش بمفرده نقلها من مكان لآخر بمفرده ودون عناء أو مساعدة من أحد. وفي المحلات الكثير من المنتجات المخصصة والكافية لشخص واحد تجنباً للهدر وتوفير الطعام والمحافظة على البيئة مثل بيع قطعة صغيرة من البطيخ بدلا من البطيخة كاملة.. وفواكه وخضروات واطعمة ومعدات كثيرة مثل ذلك. وأماكن الغناء خصصت غرف خاصة للشخص الواحد الذي يريد الاستمتاع والغناء بمفرده. وهناك موقع الكتروني خاص بالأسر المفردة يقدم المعلومات الكاملة عن الأماكن المخصصة لأولئك الاشخاص مثل المطاعم والمقاهي وغيرها. كما أن هناك برامج خاصة في التلفاز والراديو تركز على هذه الأسر وتستهدفها، فتعرض الكثير من البرامج على التلفاز حول كيفية حياة الشخص الذي يعيش بمفرده وكيفية استغلاله للوقت والاستمتاع به وكيفية الطبخ والدراسة والنوم وكل شيء.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;