الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

كوريا الشمالية

الأفلام الكورية الشمالية

#تطورات شبه الجزيرة الكورية l 2022-06-01

تطورات شبه الجزيرة الكورية

ⓒ YONHAP News

وفقا لوكالة الأنباء الكورية المركزية الرسمية في كوريا الشمالية، أصدرت الدولة فيلما بعنوان "يوم واحد، ليلة واحدة" يوم 9 أبريل. وكانت تلك هي المرة الأولى منذ حوالي ست سنوات التي تصدر فيها كوريا الشمالية فيلما جديدا وتروج له. ولذلك يتركز الاهتمام على ما إذا كان إنتاج الأفلام في الشمال سيكتسب قوة دفع مرة أخرى لتنشيط صناعة السينما المحلية التي ظلت بطيئة إلى حد ما في ظل حكم الزعيم الحالي "كيم جونغ أون". وقد شد الانتباه المقطع الدعائي الذي تم الكشف عنه للفيلم عبر التلفزيون المركزي الحكومي.


كما قامت الصحيفة الرسمية في كوريا الشمالية "رودونغ شينمون" بحشد الدعاية للفيلم، الذي تقول إنه يجعل المشاهدين يدركون أن السينما الكورية الشمالية وصلت إلى مستوى جديد. ويدور الفيلم حول ممرضة تكتشف جاسوسا يحاول الإطاحة بالطبقة الاشتراكية في كوريا الشمالية. 

البروفسور "جون يونغ صون" الأستاذ في معهد العلوم الإنسانية والتوحيد في جامعة كونكوك:

الفيلم مأخوذ عن امرأة حقيقية اسمها "را ميونغ هي "، توفيت في عام 2020. في عام 1958، ذهبت "را"، كممرضة إلى منزل مسؤول رفيع المستوى لإعطائه حُقنة، وصدف أن علمت أن المسؤول كان خائنا. وبالتالي أرسلت رسالة إلى "كيم إيل سونغ" لإبلاغ الزعيم بالمؤامرة التي اكتشفتها. وتقديرا لولائها، حصلت لاحقا على لقب "بطلة". اعتمد الفيلم على العديد من عناصر أفلام الإثارة المشوقة.

تم إنتاج فيلم "يوم واحد، ليلة واحدة" باعتباره فيلما فنيا في كوريا الشمالية، في استوديو "25 أبريل" السينمائي.

البروفسور "جون يونغ صون" الأستاذ في معهد العلوم الإنسانية والتوحيد في جامعة كونكوك:

هناك ثلاث منشآت رئيسية لإنتاج الأفلام في كوريا الشمالية. يعد أستوديو أفلام الفن الكوري أكبر منتج للأفلام في البلاد، بينما يتم تشغيل استوديو 25 أبريل للأفلام من قبل الجيش الشعبي الكوري الشمالي. يوجد في جامعة بيونغ يانغ للفنون المسرحية والسينمائية أيضا استوديو أفلام للشباب، حيث ينتج الطلاب في السنوات النهائية في الجامعات أفلاما كمشروعات للتخرج. تُصنع أفلامهم بشكل جيد لدرجة أن الاستوديو معترف به كمرفق رسمي لإنتاج الأفلام في الشمال. ويُظهر العديد من هذه الأفلام الشباب كشخصيات رئيسية.


في كوريا الشمالية، ينتمي جميع السينمائيين إلى منظمات معينة، ويتم فحص عملية الإنتاج بأكملها من كتابة السيناريو إلى التصوير والتحرير بواسطة إدارة الدعاية والتحريض، بينما تشرف وكالة تابعة لوزارة الثقافة على توزيع الأفلام.

البروفسور "جون يونغ صون" الأستاذ في معهد العلوم الإنسانية والتوحيد في جامعة كونكوك:

تمت تسمية بعض دور السينما في بيونغ يانغ على اسم المناطق التي توجد فيها. بخلاف دور السينما، يمكن للمواطنين أيضا مشاهدة الأفلام في أماكن مختلفة مجهزة بأجهزة عرض وشاشات، بما في ذلك المراكز الثقافية. توجد في كوريا الشمالية دور سينما متعددة، مثل دار سينما بيونغ يانغ الدولية في جزيرة "يانغ غاك ". 


دار السينما الدولية في بيونغ يانغ هي دار السينما التمثيلية لكوريا الشمالية حيث تم عرض أحدث فيلم "يوم واحد، ليلة واحدة". وقد أنشئ مبنى السينما في عام 1989، بالتزامن مع المهرجان العالمي للشباب والطلاب في بيونغ يانغ، ويجود فيه ست شاشات صغيرة وكبيرة، وأيضا أكبر قاعة عرض سينمائي تتسع لألفي شخص. وتستخدم هذه القاعة أيضا لعروض أخرى مثل الأوبرا والعروض المسرحية.


كان للزعيم الكوري الشمالي السابق "كيم جونغ إيل" تأثير كبير على تاريخ السينما في البلاد. فقد عُرف عن "كيم" أنه معجب كبير بالأفلام، وأصبح مديرا لقسم الدعاية والتحريض في أواخر الستينيات، وبدأ في عملية تعزيز تقديس الشخصية لوالده مؤسس النظام الحاكم "كيم إيل سونغ". وقد أسس استوديو جبل بيكدو المسؤول عن إنتاج أفلام عن عائلة "كيم". وأحد هذه الأفلام هو فيلم من عشرة أجزاء بعنوان "نجم كوريا" الذي يتعامل مع كفاح "كيم إيل سونغ" ضد اليابان خلال سنوات شبابه.

البروفسور "جون يونغ صون" الأستاذ في معهد العلوم الإنسانية والتوحيد في جامعة كونكوك:

ارتقى "كيم جونغ إيل" إلى منصب القائد الأعلى بينما عزز قاعدته السياسية من خلال تقديس شخصية والده. في هذه العملية، نفذ سياسات مهمة تتعلق بالأفلام والموسيقى والفن. فيلم "نجم كوريا" قائم على قصيدة تحمل نفس العنوان كتبها الشاعر "كيم هيوك 김혁" الذي أشاد بـ"كيم إيل سونغ" باعتباره المرشد الأعلى للأمة. يُعرف الفيلم الذي يمثل الشرعية التاريخية لـ"كيم إيل سونغ" في الثورة المناهضة لليابان، بأنه الفيلم الأكثر مشاهدة حتى الآن في البلاد. تزعم كوريا الشمالية أن 120 مليون شخص قد شاهدوا الفيلم اعتبارا من عام 1992. مطلوب من المواطنين المحليين مشاهدة الفيلم، ويفترض أنهم شاهدوا الفيلم عدة مرات.


فيلم "نجم كوريا" هو أول فيلم كوري شمالي يجسد شخصية "المرشد الأعلى"، الذي تم التلميح إليه بشكل رمزي فقط من قبل، في شكل شخصية سينمائية.


في عام 1978، صُدم العالم بنبأ اختطاف صانع أفلام كوري جنوبي وممثلة إلى كوريا الشمالية. والمثير للدهشة أن "كيم جونغ إيل" كان وراء الحادث، حيث تم اختطاف المخرج السينمائي الكوري الجنوبي "شين سانغ أوك 신상옥" والممثلة "تشيه أون هي 최은희" بشكل منفصل في هونغ كونغ، ونقلهما إلى كوريا الشمالية. وقد سيطر الزوجان على مشهد السينما في كوريا الجنوبية في الستينيات، وتركا بصمة كبيرة في تاريخ السينما المحلية.


تمت دعوة فيلم "العشاق والطاغية" الوثائقي من إخراج "روس آدم" و"روبرت كانان" لمهرجان "صن دانس" السينمائي في عام 2016 في الولايات المتحدة، ويكشف الفيلم بالتفصيل عن حالة الاختطاف والمحادثة مع "كيم جونغ إيل"، التي سجلتها" تشيه" سرا.


في المحادثة، أوضح "كيم" سبب إحضاره "شين" و"تشيه" إلى كوريا الشمالية.


كما ظهرت"تشيه" في برنامج تلفزيوني في "كي بي إس" في عام 2009 واسترجعت تلك اللحظة في الشمال. 

البروفسور "جون يونغ صون" الأستاذ في معهد العلوم الإنسانية والتوحيد في جامعة كونكوك:

طلب "كيم جونغ أون" صنع أفلام جيدة، باستثناء العناصر الأيديولوجية، حتى تكون أكثر قبولا في الخارج. في ذلك الوقت، كانت صورة كوريا الشمالية سيئة للغاية في جنوب شرق آسيا. أراد "كيم" تحسين الصورة وتصدير الأفلام إلى الخارج. بناء على طلبه، تم التركيز على إنتاج الأفلام.


كان "كيم جونغ إيل" يرغب في زيادة استقرار النظام من خلال إنتاج أفلام تجذب عامة الناس. في كوريا الشمالية، أنتج المخرج "شين" 17 فيلما حتى هرب من الشمال خلال رحلته إلى فيينا عاصمة النمسا، في عام 1986. وكان "شين" قد حصل في الشمال على الدعم الكامل من "كيم جونغ إيل".

البروفسور "جون يونغ صون" الأستاذ في معهد العلوم الإنسانية والتوحيد في جامعة كونكوك:

عمل "شين سانغ أوك" في استوديو الأفلام الخاص به، المسمى "شين فيلمز"، في كوريا الشمالية. وحتى اليوم، يتذكر بعض المواطنين الكوريين الشماليين المسنين أنهم أحبوا أفلام "شين". في الشمال، حصل ذلك المخرج على الدعم الكامل لإنتاج الأفلام. على سبيل المثال، عادة ما يستخدم مخرجو الأفلام المصغرات لمشهد انفجار قطار لأن تصوير مثل هذه المشاهد في الواقع مكلف للغاية. لكن شين فجّر قطارا حقيقيا لجعل المشهد أكثر واقعية. بالنسبة لمشهد العاصفة الثلجية، لم يلجأ إلى الطريقة المعتادة لاستخدام مراوح قوية، لكنه وظف عدة طائرات هليكوبتر للقيام بذلك.

كان "شين" له تأثير كبير على الأفلام الكورية الشمالية في الثمانينيات. وقد امتنعت أفلامه عن إثارة الناس، مقارنة بأفلام كوريا الشمالية السابقة. جزء مميز آخر من أفلامه هو العرض المفتوح للعاطفة، والذي كان يعتبر من المحرمات في الشمال.

البروفسور "جون يونغ صون" الأستاذ في معهد العلوم الإنسانية والتوحيد في جامعة كونكوك:

الصور المتحركة الكورية الشمالية مملة نوعا ما. ولا توجد أفلام شهوانية أو رعب أو أفلام حركة في الشمال. التعبيرات الجنسية، على وجه الخصوص، محدودة للغاية. بالنسبة لمشاهد القبلات، على سبيل المثال، يقوم المخرجون بتحريك الكاميرا فجأة إلى اتجاه آخر أو جعل شجرة تحجب المشهد. في مشهد الاغتصاب في فيلم "مِلح"، هرب جميع المصورين تاركين كاميراتهم خلفهم خوفا من التشكيك في أيديولوجيتهم لاحقا لتصوير المشهد. ونتيجة لذلك، قام المخرج "شين" بنفسه برفع الكاميرا وتصوير المشهد. في فيلم آخر هو "الحب، حب حبي"، كان خيط معطف البطلة غير مقيد. وقد أثار المشهد ضجة كبيرة. 


في كوريا الشمالية، تعتبر الجماعية مهمة في إنشاء أي شيء، ويُعتقد أن "شين" و"تشيه" قد أسهما في استكشاف مناطق جديدة للسينما، مع التركيز على فردية الفنانين.


بعد هروب "شين" من كوريا الشمالية، فقد المشهد السينمائي هناك زخمه، خاصة في التسعينيات عندما انهارت الكتلة الاشتراكية وعانت كوريا الشمالية من صعوبات اقتصادية شديدة تعرف باسم المسيرة الشاقة. ومنذ منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، بدأت كوريا الشمالية في الضغط من أجل تصدير الأفلام والتعاون مع الدول الأخرى. وخلال السنوات الأولى من حكم الزعيم الحالي "كيم جونغ أون"، أصدرت كوريا الشمالية سلسلة من الأفلام التي تم إنتاجها بالاشتراك مع دول أخرى.

البروفسور "جون يونغ صون" الأستاذ في معهد العلوم الإنسانية والتوحيد في جامعة كونكوك:

في الماضي، كانت كوريا الشمالية تتعاون مع الاتحاد السوفييتي في إنتاج الأفلام. في ظل حكم "كيم جونغ أون"، تم إنتاج فيلم بعنوان "نلتقي في بيونغ يانغ" بالاشتراك مع الصين، بينما كان فيلم آخر بعنوان "الرفيق كيم يذهب طائرا" عبارة عن إنتاج مشترك مع المملكة المتحدة وبلجيكا. أيضا أنتج الأمريكي من أصل كوري "بيه بيونغ جون 배병준" فيلم "الجانب الآخر من الجبل" بشكل مشترك بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة. يظهر فيلم "الرفيق كيم يذهب طائرا"، من بين أفلام أخرى، إلى أين تتجه أفلام كوريا الشمالية، حيث تم إدراج عناصر واقعية ولكن كوميدية، باستخدام موضوع السيرك الكوري الشمالي، وهو أحد المجالات التي يبدي المجتمع الدولي اهتماما بها.

 

فيلم "الرفيق كيم يذهب طائرا" هو فيلم كوميدي رومانسي عن امرأة شابة تعمل في منجم فحم، وتسعى وراء حلمها في أن تصبح فنانة أكروبات، وتتغلب على خوفها من المرتفعات وخلفيتها المنخفضة من الطبقة العاملة. وقد تم عرض تسعة أفلام كورية شمالية، بما في ذلك "الرفيق كيم يذهب طائرا"، في مهرجان "بوتشون" السينمائي الدولي في عام 2018 في كوريا الجنوبية. 


فاز فيلم "قصة منزلنا" بجائزة أفضل فيلم في مهرجان بيونغ يانغ السينمائي الدولي لعام 2016. يروي الفيلم قصة فتاة تعتني بإخوتها الأيتام في الحي بعد تخرجها من المدرسة المتوسطة. يظهر في الفيلم عدد من الممثلين والممثلات الشباب في تصوير للحياة اليومية للعائلات الكورية الشمالية والمشاكل التي يواجهها الشباب بشكل طبيعي.  

البروفسور "جون يونغ صون" الأستاذ في معهد العلوم الإنسانية والتوحيد في جامعة كونكوك:

أصبحت المشاهد في الأفلام الكورية الشمالية أكثر ديناميكية وتطورا، حيث يتم إدراج تقنيات التصوير السينمائي وأنواع مختلفة من الكاميرات والأجهزة والمعدات.


الزعيم الكوري الشمالي الراحل "كيم جونغ إيل" قال ذات مرة: "حافظ على قدميك بقوة على أرض وطنك وأبقِ عينيك على العالم". وتماشيا مع الاتجاه الجديد في عهد الزعيم الشمالي الحالي "كيم جونغ أون"، يبدو أن الأفلام الكورية الشمالية تسعى إلى تحقيق هذه الحكمة تدريجيا.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;