الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الناس

"كيم يون تيه 김윤태" مدير المتحف متعدد الثقافات

2016-07-05

آلات موسيقية إفريقية متنوعة من طبول وأزياء وغيرها، تخص مختلف القبائل الإفريقية. وفي ورشة تدريبية قريبة، نجد مجموعة من الطلاب منشغلين في نحت تحف خشبية مختلفة ومن مناطق متعددة حول العالم.
الزوار يتعلمون أشياء مختلفة منها أطباق ومأكولات شهية وآلات موسيقية متنوعة وأزياء بديعة متعددة. فما هو سبب وجود كل تلك الأنشطة؟ السبب هو أننا داخل معهد الثقافات المتعددة الواقع في "بول كوانغ دونغ" في غرب "سيول". وما أن يدخل الزائر المبنى المكون من 5 طوابق حتى تستقبله اكثر من 4000 قطعة وتحفة ولوحة مختلفة من ما يزيد عن 50 دولة حول العالم.



نحن نعيش الآن في عصر العولمة والتنوع الثقافي. والتعرف على ثقافات مختلفة ومتعددة تجربة مثيرة وممتعة تجعلك تسافر حول العالم العريض وأنت داخل بلادك من خلال متاحف مثل المتحف متعدد الثقافات، الذي افتتح بهدف المساعدة على توفير تجارب متعددة ومتنوعة الثقافات لكل من يرغب في خوض تلك التجارب دون تكبد عناء السفر للخارج. ويعرض هذا المتحف الكثير من الآثار والتماثيل والمعالم المختلفة من شتى بلدان العالم وعلى اختلاف ثقافاتها ومجتمعاتها ومعالمها. وبالطبع فإن تجهيز وإدارة مثل تلك المتاحف أمر مكلف للغاية، خاصة وأن مدير المتحف السيد "كيم يون تيه" اعتمد على كل موارده ومدخراته المالية الخاصة. وهو يقول إنه على الرغم مما أنفق من مبالغ طائلة إلا أنه وجد الأمر يستحق بكل ما فيه من متعة نفسية وذهنية ومعرفية. ويبلغ عمر المتحف الآن 9 أعوام وهو ينمو ويتطور بشكل متسارع عاما بعد عام.

لم يكن "كيم" يتصور في يوم من الأيام أن حياته ستكون مرتبطة بالمتاحف أو الثقافات العالمية، ولم يكن يصبو إلى أن يصبح صاحب مثل هذا المتحف الخاص. فقد بدأ حياته كمطرب أوبرا، لكنه كان أيضا يهوى منذ صغره جمع التحف.
وبعد ان تخرج من الجامعة، بدأ يعمل كمدرس موسيقى خاص، ولم يكن عمله مقتصرا على تدريس وتعليم العزف على الآلات الموسيقية فقط وإنما أيضا تقديم محاضرات ومعلومات باللغة الإنجليزية عن الفن والمدارس الفنية. هكذا يبدو أنه لم يكن مجرد مدرس موسيقى، وإنما مدرسة كاملة للموسيقى والثقافة واللغات والفنون.



المركز الثقافي التعليمي الخاص بالسيد "كيم" صار مركزا للعديد من البرامج الثقافية العالمية المتنوعة. وكان كل برنامج يشمل برامج فرعية مع متطلباتها من ملابس وأزياء وتحف وتماثيل ومنحوتات وغيرها. وكانت تلك البرامج تتطلب سفرا متواصلا للخارج للبحث عن كل المطلوبات والمقتنيات.
كانت تلك الرحلات تقتصر في البداية على إحضار المواد اللازمة لتدريس وتعليم الأطفال، لكنها بدأت تتنوع في كل مرة لتشمل موادا وأشكالا جديدة ثقافية الطابع. وخلال فترة قصيرة صار بيته الخاص وحتى مكتبه مكتظا بالتحف والتماثيل من مختلف دول العالم. ودفعه ذلك للتفكير في تأسيس متحف خاص.



كان يعتقد ان متحفا صغيرا سيكون كافيا لعرض ما لديه من محتويات، تشمل أزياء وتحفا وأدوات موسيقية وعملات نقدية معدنية وغيرها من مختلف الثقافات والمجتمعات. ومن ثم، اشترى منزلا صغيرا بالقرب من جامعة "هونغ إيك" في عام 2008 وصممه وأسسه كمتحف خاص. وبدأ الزوار يتوافدون على المتحف في البداية بأعداد صغيرة. ومع تكاثر الزوار والوفود الزائرة، بدأ يشعر بالفخر والامتنان والرغبة في التوسع.
وبالتالي، قام في عام 2012 بتشييد مبنى من 5 طوابق كمقر للمتحف الجديد. يحتوي الطابق الأول على تحف ونماذج لمعالم ومنشآت صغيرة الحجم مثل "كاتدرائية سانت باسيل" في روسيا، وكنيسة "ميلانو" في ايطاليا، والطاحونة الهولندية والمنزل الشعبي المنغولي، وتاج محل الهندي وغيرها. الطابق الثاني يحتوي على عدة أقسام، منها القسم الصيني والتايلاندي والمصري الفرعوني. أما الطابق الثالث فهو مخصص للمعروضات الإيطالية المتنوعة وخاصة الموسيقية منها. والطابق الرابع يمثل ما يشبه المركز التجريبي لكل من يرغب في ارتداء أزياء وملابس تاريخية وتراثية عالمية متنوعة، أو تذوق أطعمة شعبية وتقليدية من مختلف بقاع العالم، بينما الطابق الخامس والأخير هو عبارة عن معرض خاص يشتمل على معارض فرعية ومناسبات متنوعة . بدأ "كيم" حلمه بتصور واسع وعريض ولكن سرعان ما اتضح له أنه حلم بلا حدود وبدون نهايات ممكنة، وبحاجة دائمة للتوسع والازدياد. ولم يكن ذلك ليتم دون خسائر مالية كبيرة.

وهناك غرفة مخصصة لجزء من سور الصين العظيم وبالقرب منه بعض السيوف القيمة من عدة بلدان.
القسم الإيطالي في الطابق الثالث عبارة تحفة حقيقية ومتميزة، وقد استغرق إعداده 9 أشهر.
ورغم كل ما سببه إحضار الجندول الايطالي الذي يعبر عن مدينة فينيسيا، من متاعب وتكاليف، إلا أنه وجدت إقبالا واهتماما محسوسا من قبل الزوار الكوريين.

العام القادم سيصادف الذكرى السنوية العاشرة على تأسيس هذا المتحف الصغير الذي تحول بفضل جهود مالكه ومؤسسه "كيم يون تيه" إلى مؤسسة ثقافية تفاعلية مهمة.
"كيم يون تيه" مدير المتحف متعدد الثقافات كرَس حياته لتعليم الكوريين مختلف الخصائص الثقافية في العالم وضرورة وكيفية فهمها، لأن الثقافة تراث ورسالة، كما أن فهم واستعياب التعدد الثقافي يعتبر وسيلة لجعل العالم أكثر تفاهما وسلاما وأفضل للجميع. انتهى

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;