الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الناس

"كيم هونغ مين 김홍민" المدير التنفيذي لدار النشر "بوكسفير Booksphere "

2016-08-23

بدأ توافد الحضور إلى مكتبة "غيو ها" في "باجو" في الساعات الأولى من مساء يوم الأحد وهم يرتدون ملابس عادية مريحة ويحملون حقائب على ظهورهم تحتوي على أغطية ومفارش ووجبات خفيفة، وكأنهم يتوجهون إلى معسكرات.
الهدف من الحضور لتلك المكتبة هو قضاء الليل بأسره في قراءة الكتب المتنوعة، ومنها المرعب المخيف ومنها كتب الخيال العلمي، ومنها كتب المغامرات أو الخيال والرومانسية، وكل ما قد يساعد الناس على الهروب من جحيم الحر في ليالي الصيف القائظ.
المناسبة التي أثارت كل ذلك الفضول وجاءت بالكثيرين من منازلهم لقضاء الليل في تلك المكتبة كانت تحت عنوان "إحياء الخيال الأدبي"، حيث يُسمح للمشاركين فيها بقراءة ومناقشة نوع واحد فقط من كتب الخيال الأدبي في الليلة التي تمتد من الثامنة مساء وحتى العاشرة صباحا.

بعد الاستماع لمحاضرات تستغرق نحو خمس ساعات يبدأ المشاركون في ممارسة بعض الألعاب ومشاهدة أفلام خيالية، ثم يبدأ بعدها موعد قراءة الكتب. ومن بين المشاركين أب وابنته اختارا نفس الكتاب لقراءته ومناقشته سويا.



هذا هو العام الثالث على التوالي الذي تقام فيها تلك المناسبة التي أسهمت في زيادة الاهتمام بكتب الخيال الأدبي بشكل ملحوظ لم يكن معهودا في الماضي. الشخص الذي ابتدع تلك الظاهرة هو "كيم هونغ مين" الناشر والمدير التنفيذي لدار النشر والطباعة "بوكسفير" والمتخصص في قصص الخيال الأدبي. وخلال الأعوام العشرة الأخير نشرت الدار 120 كتابا متنوعا، منها قصص خيال علمي وقصص رعب وقصص خيالية وقصص غموض وإثارة. ولكن ما الذي دفع ذلك الرجل الذي درس الأدب الكوري في الجامعة وبدأ اسمه يلمع كأديب إلى أن يخصص مواهبه الأدبية لنشر ذلك النوع من الكتب؟

أول كتاب قامت شركة السيد كيم بنشره هو كتاب مترجم للغة الكورية من تأليف الكاتب الفرنسي "جان ماركيل Jean Markale" مؤلف سلسلة الكتب الشهيرة "Le Cycle du Graal" وهي ثمانية مجلدات كُتبت على مدى نحو أربعين عاما وحققت نجاحا وشعبية لم تتحقق لكتاب آخر من نفس النوع منذ ظهور كتاب "ملك الخواتم". وقد حقق ذلك النشر في البداية نجاحا مشجعا لشركة السيد كيم المبتدئة، لكن بعدها توقفت عملية النشر لمدة ثلاثة أعوام متتالية مما سبب له خسائر مالية.
شعار دار نشر الأستاذ كيم نفسه مختلف ومتفرد، وهو " لن يكون مثيرا إن لم يكن ذا معنى". وفي بداية عمل الشركة الجديدة قرر كيم نشر عمل أدبي ياباني يتسم بالغموض والإثارة وهو "ريو" للكاتب الياباني "ميوكي مياكي". ولم يكن عملا أدبيا معروفا في كوريا، إلا أن كيم قرر نشره لأنه أُعجب به كثيرا بعد أن قرأه. ومن ثم، وجد هذا الكتاب نجاحا كبيرا مما حدا بالشركة الكورية الجديدة لنشر 38 عملا أدبيا مختلفا لنفس الكاتب وجدت جميعها الكثير من النجاح والشعبية، وهو ما أوجد مكانا ممتازا للشركة بين شركات النشر الأخرى في كوريا.
في بداية عمله في مجال النشر، كان كيم تواقا لأن يصبح معروفا كناشر جاد للكتب.

الاستراتيجية الثانية التي حرص عليها كيم هي التواصل مع القراء. كانت مدونته الإلكترونية مفتوحة للجميع للتعبير عن أفكاره وتجاربه وتبادل الآراء مع الآخرين والوقوف على الملاحظات التي يطرحها بعض القراء.

بالتالي، صار اسما معروفا ومشهورا بعد ظهوره في عدة عروض تلفزيونية وككاتب أعمدة ومحاضر وصاحب مدونة إلكترونية محبوبة. وبعدها اتجه لتنظيم المناسبات الجذابة.

بدأ السيد كيم يدعو القراء لمحاولة العثور على الرسائل الخفية في الكتب التي يصدرها، وذلك من خلال حدث أطلق عليه اسم "بيضة عيد الفصح". كما طلب من القراء إرسال صورهم وهو يقرؤون بعض الكتب في ظروف وأماكن غير عادية، مثل قراءة كتاب في أثناء السباحة بين الثلوج في بحر الشرق في الشتاء.

مثل تلك الملاحق التي تحدث عنها السيد كيم تحتاج لجهد خاص وتكلفة مالية، ولهذا فهي لا تصدر بشكل دوري محدد وإنما في مناسبات بعينها.
وهناك مناسبة يحرص أكثر قراء كتب الناشر كيم على المشاركة فيها وهي "قطار القراء".
يُطلب من القراء الراغبين ركوب القطار لمدة 5 أو 6 ساعات ومراجعة وتصحيح كتاب جاهز للنشر قبل وصول القطار لمحطته النهائية. بعدها يستمتع المشاركون برحلة مثيرة لمدة يومين.
وتطورت مناسبة قطار القراء لتصبح طائرة القراء حيث يجري التصحيح داخل طائرة.
وكانت الرحلة الأولى إلى نيوزلندا، حيث قام المشاركون خلال تلك الرحلة بتصحيح كتاب جديد، ثم تكرر الأمر في يونيو الماضي خلال رحلة إلى كندا. وكان السيد كيم هو الذي تكفل بكل المصروفات. فما الذي يدفعه للقيام بكل ذلك؟
في عام 2013 اصطحب كيم عددا من القراء للالتقاء بكاتبتهم اليابانية المفضلة السيدة "ميكوي ميابي" الذي نشر لها كيم 40 من أعمالها الأدبية.
ويقول كيم إن دار بوكسفير للنشر هي مؤسسة حريصة على الولاء والاحترام لقاعدة قرائها العريضة لأنها تعتبر أن القارئ هو الأساس. ولكل ذلك فإن قاعدة قرائه تبادله نفس الاحترام ونفس الحرص على عمل كل ما من شأنه إنجاح المؤسسة.
ومن التوجهات الجديدة لدار النشر ما أسمته بـ"تمويل القارئ" وهي فكرة تعتمد على تنظيم برامج وحملات لجمع تبرعات لطباعة ونشر وتسويق كتب جديدة.
تمكن كيم من جمع كل المبلغ المطلوب بسرعة بسبب ثقة القراء فيه، مما جعل شركته مجتمعا قائما بذاته.
انتهى

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;