الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الناس

"سون يول أُوم 손열음" عازفة بيانو شابة مبدعة

2016-10-11

في الفاتح من شهر أكتوبر الجاري تم تنظيم حفل موسيقي في قاعة "كيم يو جونغ 김유정" في مدينة "تشون تشُن" بمقاطعة "كانغ وان". وقد أحيا ذلك الحفل الخريفي عازفة البيانو الشابة "سون يول أوم" تحت شعار "الخريف، الأدب، الرياح، والموسيقى".

ابتهج الجمهور بالأداء الموسيقي المبهر لعازفة البيانو الشابة سون، والمصحوب بأنغام الكلارينيت والفلوت، في تشون تشُن موطن الأديب الكوري "كيم يو جونغ".
تم تنظيم ذلك الحفل تحت إشراف شخصي من العازفة سون، وكتعبير عما تحمل من حب وعاطفة نحو موطنها ومسقط رأسها في كانغ وان.

بدأ الحفل في الأساس تحت اسم " حفل المشاركة للفنانة سون يول أوم" وكانت البداية في مدينة "وان جو" يوم الثلاثين من سبتمبر، ثم إلى مدينتيْ "تشون تشُن" و"كانغ ننغ" في اليومين التاليين.



فازت الموسيقية الشابة "سون يول أوم" بالجائزة الثانية في مسابقة "تشايكوفيسكي Tchaikovsky " الدولية للموسيقيين الشباب في عام 1997 عندما كانت في الـ12 من العمر. وتوالت بعدها العديد من الأوسمة والجوائز في مختلف المهرجانات والمسابقات والمنافسات الشبابية حتى اشتهرت كعازفة بيانو مبدعة ومدهشة وعبقرية عندما تمكنت في عام 2011 من أن تصبح أول موسيقي كوري يفوز بالمركز الثاني في مهرجان تشايكوفسكي الموسيقي المعروف. والآن وبعد أن بلغت الثلاثين من العمر وصلت إلى قناعة كاملة بأن الموهبة الموسيقية يتوجب تقاسمها ومشاركتها مع الآخرين من محبي الموسيقى والحالمين بالنجاح.

بدأت سون العزف على البيانو وهي في الخامسة من عمرها عندما حملتها والدتها إلى معهد بيانو متخصص في ضاحية قريبة. واكتشفت سون منذ نعومة أظفارها أنها تتمتع بحس موسيقي طبيعي وبعشق خاص لآلة البيانو بالتحديد. وقادتها موهبتها الفطرية للفوز وهي ما زالت صبية غضة الإهاب لم تكمل الثانية عشرة من العمر، للفوز بالمركز الثاني في مسابقة عالمية كبرى. ومن يومها لفتت هذه البنت الصغيرة أنظار كل المهتمين بعالم البيانو.

وبعد أن نالت ذلك الشرف الرفيع بشهادة لجنة التحكيم التي تتكون من عدد من عباقرة وأستاذة البيانو المرموقين، التحقت بالمدرسة الإعدادية التي تؤهلها للالتحاق بجامعة كوريا الوطنية للفنون وهي أفضل المؤسسات التعليمية في المجال الموسيقي والفني في كوريا. وكانت تسافر بين مدينتها "وان جو" والعاصمة سيول في كل أسبوع لمواصلة الدراسة.

من المؤكد أن سون الآن أحد أفضل عازفي البيانو الشباب في كوريا وفي العالم أيضا. وبعد ذلك الفوز الذي حققته وهي مازالت صغيرة في عام 1997 توالت الألقاب والجوائز، ومنها جائزة كبرى في مهرجان "أوبرلين Oberlin " في عام 1999، ومسابقة "إيتلينغن Ettlingen" الألمانية للبيانو في عام 2001، ومهرجان "فيوتي Viotti " الدولي في إيطاليا في عام 2002. وقد أسهم كل ذلك في ترسيخ اسمها كأحد أصغر وأعظم فناني البيانو عالميا. لكن كل ذلك النجاح الذي تحقق في ريعان الشباب وضعها تحت ضغط نفسي كبير.

المقطوعة الموسيقية التي يتم عزفها بواسطة البيانو قد تبدو مختلفة تماما حسب نوعية العازف الذي يقوم بعزفها. فعازفة مثل "سون" لها طريقتها ومفهومها ورؤيتها وترجمتها الخاصة لكل معزوفة بيانو. وهي تقوم بكتابة مفهومها عن المقطوعات الموسيقية وشرحها.

تمتلك "سون يول أوم" معارف فنية حرة وقدرات وتقنيات خاصة، وهو ما أهلّها لحصد عدد من الجوائز العالمية.

التقنيات المتفردة والأداء المشحون بالعاطفة كان يُقابل على الدوام بعواصف من التصفيق والكثير من الإعجاب الذي يعبّر عنه الجمهور بصدق وعفوية. وقد نالت عددا من المراكز الأولى وأحيانا الثانية أو حتى دون ذلك، إلا انها كانت تستقبل الأمر في كل الحالات برضاء وقبول ودون انفعال أو تشنج، وتعتبر كل نجاح أو فشل هو مجرد تجربة جديدة.

ومنذ عام 2011 توقفت سون عن خوض المسابقات الدولية، لكنها حرصت على المشاركة في الكثير من المناسبات والمهرجانات الاستعراضية المتنوعة، وشغلت هذا العام منصب المدير الفني المساعد لمهرجان "بيونغ تشانغ". كانت قد ظهرت في ذلك المهرجان في عام 2004 كموسيقية شابة وصاعدة، ومن يومها ظلت تحمل له عاطفة خاصة وتتابع تطور مسيرته الإبداعية بإعجاب.

رغم انشغالها بالعديد من الارتباطات القديمة والجديدة، إلا أنها تمكنت من تأسيس وكالة للموسيقى الكلاسيكية بهدف تعريف الكوريين بدنيا الموسيقى الكلاسيكية ونشرها في أوساط المجتمع الكوري.

وتحرص سون كذلك على توفير فرص وفتح نوافذ وقنوات جديدة للشباب الموهوب في المجال الموسيقي الكلاسيكي.

"سون يول أوم" فنانة موسيقية من نوع خاص. موسيقية تكترث لجمهورها وتحرص على إرضائه. موسيقية تتطلع لإيجاد الفرص والقنوات المناسبة التي يمكن أن توفر وتتيح للشباب الموهوب الفرص للتألق والنجومية. موسيقية تستحق الإشادة والتصفيق والتقدير من الجميع: جمهورا وفنانين ومسؤولين ونقادا.

وعندما تشرع في الترتيب لحفل ما، فهي تركّز جهودها على كيفية تحقيق التناسق والانسجام المطلوب بين المسرح وكل الجو والبيئة المحيطة به، سواء البيئة الطبيعية أو التنظيمية، والكيفية التي يتم بها التفاعل بين الفرقة الموسيقية والجمهور، ونشر المناخ الصحي داخل القاعة أو خارجها حسب موقع الحفل، وهذا ما ساعد في نجاحها في عزف مقطوعة بيتهوفن الشهيرة "سوناتا ضوء القمر" على مسرح خارجي في الهواء الطلق.


وقد أصدرت سون مؤخرا ألبوما جديدا بعنوان "العصور الحديثة"، وهو الأول بعد مضي 8 أعوام على ألبومها السابق "مقطوعات حالمة" في 2008.

كان صيف هذا العام مشغولا جدا للفنانة سون، حيث تضمن إدارتها الفنية لمهرجان بيونغ تشانغ الموسيقي، وتأسيسها لوكالة موسيقية ومشاركتها في العديد من الحفلات الموسيقية، وهو ما ينتظر له أن يثمر جوا موسيقيا رائعا في موطنها في "وان جو"، وفي كل أنحاء كوريا.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;