الأخبار

شبه الجزيرة الكورية من الألف إلى الياء

ما وراء الأخبار

القمة الكورية المشتركة

قضايا ساخنة2018-09-23

ⓒYONHAP News

     سافر الرئيس الكوري الجنوبي من جي إن إلى كوريا الشمالية لحضور لقاء قمة جمعه مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغون في زيارة استغرقت ثلاثة أيام انتهت يوم الخميس المنصرم.  وبعد لقائيّ قمة ناجحين، عقد الزعيمان مؤتمرا صحفيا استعرضا فيه ما دار خلال اللقاءين،  وما تم الاتفاق عليه، حيث أكد الرئيس مون إن كوريا الشمالية قد وعدت بالتفكيك الدائم لتجهيزاتها ومنشآتها الصاروخية في موقع التجارب والاختبارات الخاصة  في دونغشانغري، وبوجود خبراء ومراقبين من البلدان المعنية، حسب ما جاء في تقرير خاص .  الجدير بالذكر إن محطة "سوهاي" لإطلاق الصواريخ والتي تعتبر المنصة الرئيسية لإطلاق الصواريخ الكورية الشمالية العابرة للقارات تقع دونغشانغري في إقليم بيونغان الشمالي في كوريا الشمالية.  أكد الرئيس مون كذلك إن الشمال سيقوم باتخاذ إجراءات أخرى مهمة بينها التفكيك الدائم للتجهيزات النووية في مفاعل يونغبيون في إطار زمني يتسق مع إجراءات أمريكية مقابلة، مما يعني نهاية قريبة متوقعة لنزع السلاح النووي الكامل عن شبه الجزيرة الكورية.

ورغم أن المحادثات الأمريكية الكورية الشمالية التي انطلقت قبل فترة قصيرة، تعرضت مؤخرا لنوع من الفتور والتوقف، إلا أن الزعيم الكوري الشمالي أكد إن الكوريتين سيستمران في بذل جهود حثيثة من أجل جعل شبه الجزيرة الكورية منطقة منزوعة السلاح النووي. ذكر إن القمة قد تبنت توافقا عسكريا لوضع نهاية لتاريخ مرير ومرعب من العدائيات والمواجهات المأسوية التي دامت على مدى عدة عقود، وبذل كل المساعي الممكنة من أجل تحويل شبه الجزيرة الكورية إلى أرض سلام وأمان بعيدا عن أي مهددات نووية.

كان الرئيس مون والزعيم الكوري الشمالي كيم قد وقعا بعد قمتهما الأخيرة على إعلان بيونغيانغ والذي يدعو إلى تخفيف حدة التوتر العسكري ويمنع كافة أشكال الاشتباكات في المناطق الحدودية بين البلدين، وإزالة كل أنواع الأخطار التي قد تتسبب في إشعال حرب أخرى في شبه جزيرة كوريا. قال الزعيم الكوري الشمالي إن الإعلان المشترك الصادر في سبتمبر 2018 سيفتح فصلا جديدا لعلاقات كورية مشتركة على مستوى رفيع، ويساهم في إرساء قاعدة صلبة لسلام وأمان دائم، وتسريع الخطى نحو وفاق وتعاون وازدهار.

جاءت القمة الأخيرة للتصدي لخطورة الأوضاع والتهديدات الحقيقية الخطيرة على الحدود البرية والبحرية بين البلدين اللذيّن ما يزالا في حرب من الناحية الفنية. فبموجب الاتفاق الذي تم خلال القمة  سيقوم البلدان بتحديد منطقة عازلة بمسافة عشرة كيلومترات على امتداد الحدود المشتركة على أن يمتنع كل جانب من القيام بأي تمارين أو مناورات عسكرية في تلك المنطقة. سيتم كذلك تحديد منطقة بحرية عازلة بمسافة تبلغ 80 مترا في كل من بحر الشرق وبحر الغرب.

كان الرئيس مون قد وصل العاصمة الكورية الشمالية بيونغيانغ يوم الثلاثاء الماضي لعقد قمة كورية مشتركة ثالثة مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغون،  حيث عقد الزعيمان اجتماعيّ قمة بينهما في يومي الثلاثاء والأربعاء. وحسب تقارير متابعة لتلك الاجتماعات،  فبجانب  اتفاقهما لاتخاذ خطوات عملية لحل المشكلة النووية في شبه الجزيرة ، أعلن الزعيمان أيضا عن التزام كامل بتسريع وتطوير عمليات التبادل والتعاون الاقتصادي كما جاء الحديث عنها في إعلان بيونغيانغ الصادر عن القمة.

تحدث الزعيم الكوري الشمالي عن التزامه بفحوى ذلك الإعلان مؤكدا عزمه على القيام بزيارة للعاصمة الكورية الجنوبية في المستقبل القريب، من أجل دعم مسيرة التعاون والوفاق والسلام، ووضع حد لكل جراحات الماضي الناجمة عن تمزيق وتقسيم شبه الجزيرة، والتي سببت الكثير من الألم والمعاناة للشعب الكوري في البلدين.

ومن جانبه تحدث الرئيس الكوري الجنوبي مون  مرحبا بالزيارة المرتقبة للزعيم الكوري الشمالي التي ستكون الأولى من نوعها لأي زعيم كوري شمالي في التاريخ ، ومجددا الدعوة له للعمل على تحقيقها في أسرع فرصة وفي وقت قريب وربما خلال العام الجاري إذا ما سمحت الظروف، حتى تكون انطلاقة جديدة للعلاقات الكورية المشتركة.

ستكون مثل هذه الزيارة غير المسبوقة تطورا شديد الإيجابية يسهم في دفع العلاقات والروابط المشتركة، وردا على ثلاثة زيارات سابقة قام بها ثلاثة رؤساء كوريون جنوبيون للشمال.

تم التوقيع على  اتفاقية تتكون من ست نقاط احتوت على إشارة إلى رغبة البلدين في إنشاء منطقة تعاون اقتصادي مشترك في الساحل الغربي بجانب منطقة سياحية مشتركة على الساحل الشرقي. اتفق البدان على تنظيم مناسبة احتفالية لوضع الحجر الأساسي للمنطقتين خلال العام، وربط البلدين بشبكات طرق برية وسكك حديدية على امتداد الساحلين الشرق والغربي. تم الاتفاق كذلك على العمل من أجل تطبيع وإعادة تشغيل كل من مجمع كيسونغ الصناعي الحدودي بين البلدين، والمشروعات والبرامج السياحية على مرتفعات جومغانغ في أقرب فرصة ممكنة، وفتح المنشأة الخاصة باستضافة عمليات لم شمل الأسر المجزأة والمشتتة بين البلدين، واستئناف المزيد من تلك العمليات بشكل مباشر أو بواسطة أشرطة فيديو مصورة وحية، وكذلك استئناف المحادثات الخاصة بهيئتي ّالصليب الأحمر في البلدين وذلك من أجل تسريع وتيرة التعاون والوفاق.

 سيبدأ البلدان مساعيهما من أجل استضافة مشتركة لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية للعام 2032 ، كما ستقوم كوريا الشمالية في أكتوبر القادم بإرسال فرقة فنية إلى سيول  لتقديم عروض متنوعة في إطار التبادلات الثقافية والفنية والرياضية المزمع تنشيطها بين البلدين.

اختتم الرئيس مون زيارته لكوريا الشمالية بزيارة إلى جبل "بيكدو"  مصطحبا الزعيم الكوري الشمالي قبل أن يستقل طائرته عائدا إلى بلاده.  كانت تلك الزيارة ذات مدلول رمزي  يتعلق بالوحدة الكورية المأمولة، إذ أن الجبل الشامخ على الحدود  الكورية الشمالية الصينية هو مكان روحي مقدس للكوريين شماليين وجنوبيين حسب أفكار ومعتقدات أسطورية قديمة ترى الجبل أصل ومنبت الشعب الكوري. توجه الزعيمان وعقيلتيهما لقمة الجبل في "شونجي"  التي تقع على فوهة جبل بركاني بواسطة السيارة الهوائية الكهربائية.

أحدث الأخبار