ⓒYONHAP News

وجه الرئيس الكوري الجنوبي "يون صوك يول" رسالة تطلعية إلى كوريا الشمالية في المؤتمر الصحفي الذي عقده يوم الأربعاء الماضي، رغم أنه تلقى تقريرا حول قيام بيونغ يانغ بإطلاق صاروخين.

فقد أطلقت كوريا الشمالية صاروخين من طراز "كروز" باتجاه البحر الأصفر صباح يوم الأربعاء الماضي، بالتزامن مع مناسبة مرور 100 يوم على تولي الرئيس "يون" منصبه، وبعد يومين من طرح خطة جريئة لتحسين العلاقات مع كوريا الشمالية من خلال تقديم دعم اقتصادي ودبلوماسي، إذا أعربت بيونغ يانغ عن نيته لنزع أسلحتها النووية.

وفي حقيقة الأمر، فإن قيام كوريا الشمالية بإطلاق صاروخين من طراز "كروز" ليس انتهاكا لقرارات مجلس الأمن الدولي لأن هذا النوع من الصواريخ التي تحلق باستخدام أجنحة ونظام دفع ذاتي، يكون عادة محركا نفاثا، يختلف عن الصواريخ الباليستية.

ولكن لصواريخ "كروز" دقة عالية في ضرب الأهداف، لأنها يمكن أن تقرأ التضاريس وتضرب الأهداف بدقة تامة باستخدام الخرائط المبرمجة بالكمبيوتر.

وعلى هذا النحو، يمكن القول إن صواريخ "كروز" التي أطلقتها كوريا الشمالية مؤخرا تشكل تهديدا كبيرا للأمن في كوريا الجنوبية.

وكانت كوريا الشمالية قد ادعت في مؤتمر حزب العمال الحاكم في شهر يناير من العام الماضي بأنها تقوم بتطوير صواريخ "كروز" متوسطة وطويلة المدى.

وفي شهر أكتوبر من نفس العام، كشفت بيونغ يانغ عن نوعين من صواريخ "كروز" في معرض تطوير علوم الدفاع، وفي استعراض عسكري، وأعلنت عن نتائج اختبار إطلاقها من خلال وسائل الإعلام الحكومية.

وتشير التقديرات إلى أن كوريا الشمالية أجرت أكثر من 10 تجارب على إطلاق صواريخ "كروز" منذ عام 2020.

وبالنظر إلى هذا الوضع، يمكن أن نقول إن قيام كوريا الشمالية بإطلاق صاروخين مؤخرا جاء فقط ضمن تجاربها على ذلك النوع من الصواريخ، لكن اختيارها لموعد إطلاق الصاروخين بحيث يتزامن مع يوم الاحتفال بمرور 100 يوم على تنصيب الرئيس الكوري الجنوبي "يون"، له طابع المظاهرة المسلحة ضد كوريا الجنوبية.

ويرى المراقبون أن إطلاق كوريا الشمالية صاروخي "كروز" جاء احتجاجا على المناورات العسكرية الكورية الأمريكية السنوية التي من المقرر إجراؤها بدءا من يوم الاثنين القادم.

وتبين أن الرئيس الكوري "يون" قد تلقى تقريرا حول إطلاق كوريا الشمالية الصاروخين قبل أن يعقد مؤتمره الصحفي، وأن مستشار الأمن القومي "كيم سونغ هان" عقد اجتماعا أمنيا في الساعة التاسعة من صباح يوم الأربعاء الماضي، وتفقد وضع استعداد الجيش الكوري الجنوبي.

ورغم ذلك، عقد الرئيس "يون" مؤتمره الصحفي الذي تحدث فيه عن مبادرة تحسين العلاقات بين الكوريتين، حيث قال إن مبادرته تنص على تقديم دعم دبلوماسي لكوريا الشمالية لتطبيع علاقاتها مع الولايات المتحدة ومناقشة الحد من نظام الأسلحة التقليدية مقابل التخلي عن السلاح النووي.

وأوضح أن كوريا الجنوبية مستعدة لتقديم الدعم الكامل لكوريا الشمالية إذا أظهرت عزما ثابتا على نزع السلاح النووي.