أول قضايانا الساخنة لهذا الأسبوع تتعلق بوفاة الطالب الأمريكي أوتو وارمبير بعد 17 شهرا قضاها في السجون الكورية الشمالية وبعد ستة أيام فقط من اطلاق سراحه وتسليمه لسلطات بلاده. وهنالك الكثير من التوقعات والتوجس بأن يكون للأمر تأثير سلبي على القمة المرتقبة الأولى بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والكوري الجنوبي مون جي إن في نهاية الشهر الجاري. جاء في بيان لأسرة الطالب المتوفي إنه توفى خلال تلقيه العلاج من جراء دخوله في حالة غيبوبة في مستشفى سينسيناتي وذلك في وقت مبكر من فجر يوم الاثنين الماضي. تعتقد الأسرة بشكل تام إنما ما تعرض له من تعذيب وسوء معاملة خلال فترة اعتقاله في كوريا الشمالية هو السبب الرئيسي والوحيد الممكن لموته. كان وارمبير طالبا في جامعة فيرجينيا عندما تم اعتقاله بواسطة السلطات الكورية الشمالية في يناير من عام 2016 خلال زيارة قصيرة له إلى هناك لم تستغرق سوى خمسة أيام. أٌتهم بسرقة معلومات دعائية من فندق في يبونغيانغ وتقرر حبسه لمدة 15 عاما مع الشغل الشاق. دخل في غيبوبة طويلة بعد فترة من اعتقاله في مارس 2016 وادعت السلطات الكورية الشمالية إنه أصيب بمرض التسمم الوشيقي وكان يخضع لعلاج بالحبوب المنومة دون أن تتحسن حالته ولم يتم التأكد من حقيقة الحالة التي وصل لها حتى اليوم. كانت القنصلية السويدية التي ترعى المصالح الأمريكية في كوريا الشمالية قد طلبت السماح لها بزيارة المستر وارمبير والالتقاء به دون جدوى على مدى عام كامل. أول معلومات متعلقة بحالته الصحية كانت قد ظهرت في مطلع الشهر الجاري عندما طلب السفير الكوري الشمالي لدى الأمم المتحدة اجتماعا خاصا مع السلطات الأمريكية وعرض عليها الإفراج عنه مقابل فدية إلا أن السلطات رفضت ذلك. بعدها سافر الممثل الأمريكي الخاص والمسئول عن السياسة الكورية الشمالية جوزيف يون إلى بيونغيانغ في ال13 من يونيو وعاد ومعه وارمبير وهو في حالة غيبوبة توفى بعدها مما أحدث غضبا وسخطا شديدا لدى الرأي العام الأمريكي. قال الأطباء الأمريكيين الذي تولوا الفحص على حالته الصحية إن مرض التسمم الوشيقي لا يٌسبب في العادة الغيبوبة وإنهم لم يجدو أي آثار أو مؤشرات لهذا المرض عليه عند حضوره وإنما تأكد لهم إنهم أصيب بفقد هائل في الأنسجة الدماغية. وبعد وفاته توالت الدعوات لإيقاع مزيد من العقوبات على كوريا الشمالية بما في ذلك الحظر على السفر. قال الرئيس الأمريكي وهو ينعي وفاة مواطنه إن بلاده تدين المسلك الكوري الشمالي البشع والبربري غير الإنساني بشدة . ومن المتوقع أن يجعل ذلك التطور الرئيس الكوري الجنوبي مون خلال قمته المرتقبة مع نظيره الأمريكي في وضع صعب لطرح أي مبادرات أو اقتراحات بالتطبيع أو الحوار مع كوريا الشمالية. كان الرئيس مون قد أعرب عن تعازيه القلبية لأسرة الطالب الأمريكي الفقيد وطالب كوريا الشمالية بالإفراج الفوري والسريع عن كل المحتجزين لديها من كوريين جنوبيين وأمريكيين وغيرهم وأشار إلى بلاده ستبذل كل ما في وسعها لتحقيق ذلك. في تطور آخر تم التوصل لاتفاق أمريكي صيني على هامش منتدى الحوار الدبلوماسي الأمني في واشنطن يوم الأربعاء يحظر على شركات البلدين التعامل التجاري مع أي شركات كورية شمالية في إطار العقوبات الدولية المفروضة بموجب قرارات مجلس الأمن الدولي وأكدا إنهما يهدفان إلى نزع سلاح كامل وشامل ومؤكد في شبه الجزيرة الكورية.