أول قضايانا الساخنة لهذا الأسبوع تتعلق بقيام كوريا الشمالية بإطلاق صاروخ باليستي جديد عابر للقارات من طراز "هواسونغ 14" وهو الثاني خلال فترة أقل من شهر. وبعد أقل من 6 ساعات من إطلاق الصاروخ قام الحليفان الكوري الجنوبي والأمريكي بتمرين عسكري مشترك تم فيه عرض صواريخ باليستية في استعراض للقوة الرادعة. قال وزير الدفاع الكوري الجنوبي إنه بالإضافة لتلك القوة المشتركة الرادعة فإن بلاده ستقوم بتطوير قدراتها الخاصة بالردع والرد على التهديدات الكورية الشمالية الصاروخية والنووية. تبادل رئيسا هيئتي الأركان المشتركة الأمريكية والكورية الجنوبية الاتصالات واستعرضا كل الخيارات المتاحة والممكنة للرد على ذلك التهديد. من جهته أصدر الرئيس الكوري مون توجيهات خاصة بإيقاع عقوبات كورية جنوبية ذاتية على كوريا الشمالية وتسريع عمليات التركيب المؤقت للمحركات الأربع المتبقية من منظومة الدفاع الصاروخي الأمريكي "ثاد" كما ستقوم كوريا بمراجعة الموجهات الصاروخية الثنائية مع الولايات المتحدة الأمريكية. وحسب المعلومات التي وردت من الجهات المسئولة في الجيش الكوري فإن الإطلاق الصاروخي الأخير تم في اتجاه بحر الشرق من ضاحية موبيونغري في إقليم جاغانغ بالقرب من الحدود الصينية في تمام الساعة ال11 والدقيقة 41 من يوم الجمعة. وحسب المعلومات الصادرة من الجهات المسئولة في كوريا الشمالية فقد تمكن الصاروخ من التحليق على ارتفاع ما يقارب 3700 كيلومتر ولمسافة تقارب ألف كيلومتر ولمدة 47 دقيقة. وإذا ما تأكدت تلك المعلومات فإن كوريا الشمالية تصبح بموجب ذلك قادرة على الوصول إلى أهداف داخل الأراضي الأمريكية الرئيسية إذ أن أي صاروخ قادر على التحليق لمسافة 10 آلاف كيلومتر يصبح قادرا على الوصول إلى أي منطقة في الشمال الشرقي الأمريكي. من الأشياء التي تستوجب الانتباه كذلك مراجعة الموجهات الصاروخية المتفق عليها بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة الأمريكية والتي تم مراجعتها لآخر مرة في العام 2012 وهي مراجعة ستحري بغرض تمكين كوريا الجنوبية من تحميل رؤوس نووية ثقيلة على صواريخها الباليستية. فحسب الاتفاق الراهن فإن بمقدور الرؤوس النووية للصواريخ الكورية الجنوبية حمل زنة 500 كيلوجرام لمسافة يبلغ نطاقها 800 كيلومترا وتسعى الجهات الكورية لزيادة الحمولة لطن وربما طنين. أي صاروخ برأس نووي من زنة 500 كيلوجرام يستطيع تدمير مهبط طائرات, ومضاعفة الوزن تجعل الصاروخ قادر على تدمير أهداف تحت الأرض بعمق يتراوح بين عشرة وعشرين مترا وهو عمق مماثل لمخبأ الزعيم الكوري الشمالي. العقوبات الكورية الجنوبية الذاتية التي يتم فرضها على الشمال هي الآن محط نظر الكثيرين ، وهي عقوبات كان قد تم الإعلان عنها في ديسمبر من العام الماضي بعد قيام كوريا الشمالية بتجربتها النووية الخامسة عندما وضعت قائمة تضم 79 مواطنا كوريا شماليا و69 هيئة وهي في حقيقة الأمر قائمة رمزية ليس لها تأثير عملي إذ أنه لا يوجد من بين من تضمهم القائمة أيٌ من له تعاملات مالية أو أصول ثابتة في كوريا الجنوبية. لكن بعض المراقبين يرون إن كوريا يمكن لها أن تضم شركات صينية أو روسية لتلك القائمة حتى تصبح مؤثرة.