وثاني قضايانا الساخنة لهذا الأسبوع تتعلق بالبيان الذي صدر عن المنتدى الإقليمي لمجموعة آسيان في اجتماعها الأخير الذي انعقد في العاصمة الفلبينية مانيلا مؤخرا والذي عبر فيه وزراء خارجية دول المجموعة عن قلقهم الشديد عن الأنشطة الصاروخية والانتهاكات المتكررة التي تقوم بها كوريا الشمالية، وطالبوها بالالتزام الكامل بكافة القرارات الدولية ذات الصلة. جاء في البيان إن الأنشطة المتعددة وآخرها عملية الإطلاق الصاروخي الباليستي العابر للقارات التي قامت بها كوريا الشمالية في ال28 من يوليو الماضي هي مصدر قلق شديد للأسرة الدولية ومسبب للتوتر الإقليمي وتعكير لصفو الأمن والسلام في المنطقة. أكد الوزراء مواقفهم السابقة بضرورة خلق قيام نظام ثابت وكامل ومستديم لنزع كل أشكال الأسلحة والأنشطة النووية في شبه الجزيرة الكورية بصورة آمنة وسلمية وبشكل يتطلب قيام كافة الدول في المنطقة بالالتزام بذلك، وبكل ما يؤدي إلى خلق الظروف الملائمة للحوار والتفاوض من أجل إحلال سلام شامل في شبه الجزيرة الكورية. وجاء في البيان كذلك إن العديد من وزراء المجموعة عبروا عن أملهم في تحسين العلاقات الكورية المشتركة وتهيئة الظروف المؤدية إلى نشر سلام كامل في شبله الجزيرة الكورية. جاء في البيان كذلك إن الوزراء المشاركين استمعوا إلى اقتراحين هما مقترح " التجميد المزدوج والتقدم المتزامن" المقدم من الصين، ومقترح "الخطة المرحلية " المقدم من روسيا، كوسائل ممكنة لمعالجة الموقف في شبه الجزيرة الكورية. الاقتراح الأول يتضمن قيام كوريا الشمالية بتجميد كل أنشطتها النووية والصاروخية من جهة، ووقف كل التمارين والمناورات العسكرية الكورية الجنوبية الأمريكية من الجانب الآخر، على أن يتم ذلك بشكل متزامن يؤدي إلى قيام نظام سلام في شبه الجزيرة الكورية. رغم مشاركة وزير الخارجية الكوري الشمالي في المنتدى إلا أن البيان لم يتضمن أي إشارات للادعاء الكوري الشمالي بأن برامجها النووية هي انعكاس مباشر للسياسات الأجنبية المعادية لها. المنتدى الإقليمي للآسيان والي تم إنشائه منذ العام 1994 هو تجمع إقليمي يتكون من 27 عضوا بهدف بذل المساعي والجهود لمعالجة المشاكل والأزمات المتعلقة بأمن المنطقة، وهو المنتدى الإقليمي الوحيد من نوعه الذي تشارك فيه كوريا الشمالية . الإدانة التي وردت بعبارات شديدة اللهجة تنديدا بما قامت به كوريا الشمالية توضح بشكل لا يقبل اللبس مدى الرفض العالمي والإقليمي للأنشطة والتحرشات الكورية الشمالية وتظهر موقفها المعزول تماما. من جانبها وصفت كوريا الجنوبية البيان بأنه جاء قويا ومتوازنا ومتسقا مع الموقف الكوري الجنوبي. بينما هاجمته كوريا الشمالية ووصفته بأنه تشويه للحقائق وتجاهل للأسباب الحقيقية وراء تأزم الأوضاع في شبه الجزيرة الكورية ولا يعكس سوى مواقف أمريكا وأتباعها، وهو هجوم لم يجد أي تعاطف بأي شكل في المنتدى وكانت تلك المرة الأولى التي تواجه فيها كوريا الشمالية بعزلة كاملة بهذا الشكل داخل هذا المنتدى.