وثاني قضايا هذا الأسبوع تتعلق بالقرار الذي أصدره مجلس الأمن الدولي والذي أدان كوريا الشمالية لما قامت به مؤخرا من اطلاق صواريخ بالستية في انتهاك واضح لقرار المجلس في هذا الصدد، وذلك خلال اجتماع طارئ للمجلس جرى يوم الأربعاء المنصرم. تم إصدار القرار بإجماع أعضاء المجلس ال15 بما فيهم الصين الحليف الاستراتيجي لكوريا الشمالية. كانت كوريا الشمالية قد قامت للمرة الثانية خلال هذا العام 2017 بإطلاق صواريخ بالستية في تهديد لأمن المنطقة والإقليم. تضمن القرار مطالبة كوريا الشمالية بالامتناع عن القيام عن كل ما من شأنه أن يمثل تهديدا للسلم والأمن العالميين وانتهاك القرارات الأممية ذات الصلة. ففي البيان الصادر عن المجلس جاء إن قيام بيونغ يانغ بأي أنشطة خاصة بالصواريخ البالستية يعتبر خرقا لقرارات مجلس الأمن وتهديدا لأمن وسلامة الإقليم وإن ذلك أمر يساعد في زيادة التوتر وفتح الطريق أمام سباق تسلح في الإقليم وإهدار لموارد البلاد الشحيحة في وقت يعاني فيه الشعب الكوري الشمالي من مشكلات متعددة. جاء قرار مجلس الأمن الدولي بعد يومين فقط من قيام كوريا الشمالية بإطلاق 4 صواريخ بالستية في اتجاه بحر الشرق من موقع مخصص لإطلاق الصواريخ على ساحل البحر الأصفر. ويأتي ذلك بعد 14 عملية إطلاق صواريخ سابقة قامت بها كوريا الشمالية منذ إبريل من العام الماضي. وحسب معلومات صادرة من جهات كورية جنوبية مختصة فقد تمكنت جميع الصواريخ الكورية الشمالية الأربعة من التحليق لمسافة ألف كيلومتر وإن ثلاثة منها سقطت داخل المنطقة الاقتصادية الخاصة باليابان. وحسب المعلومات التي توفرت فإن الصواريخ هي صواريخ متوسطة المدى ومن طراز "سكود إير" القادرة على التحليق لمسافة ألف كيلومتر وهي صواريخ معدلة من صواريخ "سكود" قصيرة المدى والتي تتراوح قدرتها على الطيران بين 300 و500 كيلومترا فقط. وحسب ما ذكرت مصادر صحفية كورية شمالية فإن الإطلاق تم في إطار تجارب لضرب أهداف أمريكية في اليابان، بينما أشار محللون إلى أن الإطلاق كان بهدف صرف الأنظار عن الجريمة التي ارتكبها النظام الكوري الشمالي باغتيال الأخ غير الشقيق للزعيم الكوري الشمالي في مطار كوالالمبور في ماليزيا، ويرى آخرون إنها تجري في إطار اختبار لردود الفعل الأمريكية في عهد الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترمب وسياساته الجديدة المعلن عنها حول كوريا الشمالية حيث صرح مسئول كبير في الإدارة الأمريكية إن كل خيارات التعامل مع كوريا الشمالية واردة ومتاحة. من جهة أخرى تنوي كل من واشنطن وسيول الدخول في اتصالات بهدف تنسيق سياستهما تجاه كوريا الشمالية حيث أن المتوقع أن يقوم وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون بأول جولة آسيوية له منذ توليه منصبه.