الأخبار

شبه الجزيرة الكورية من الألف إلى الياء

من داخل كوريا الشمالية

الرسوم المتحركة في كوريا الشمالية

2019-11-21

© KBS

من المتوقع أن يفتن إتمام أفلام الرسوم المتحركة "ديزني" ذات الشعبية الطاغية  "فروزن"(ملكة الثلج) عشاق السينما هنا في كوريا الجنوبية مرة أخرى. فقد تمكنت أفلام "فروزن" (ملكة الثلج) من بيع  أكثر من 10 ملايين تذكرة بشباك التذاكر الكوري في عام 2014، كما حققت االموجة العالمية عائدات قدرت بنحو 1.27 مليار دولار أمريكي في جميع أنحاء العالم، مما يشكل علامة فارقة في تاريخ أفلام الرسوم  المتحركة. 

تتمتع أفلام الرسوم المتحركة في كوريا الشمالية بسمعة طيبة نسبياً في جميع أنحاء العالم.


البروفيسور " جيون يونغ سون " الأستاذ بمعهد العلوم الإنسانية والتوحيد بجامعة كونكوك: 

يعرف أستوديو الرسوم المتحركة الرائد في كوريا الشمالية باسم "التعليم العلمي لكوريا" أو "إس إي كيه". وقد تم تأسيسه لأول مرة كأستوديو للرسوم المتحركة للأطفال في الخمسينيات من القرن الماضي. وكان يطلق عليه   في السابق اسم استوديو "تشوسون لأفلام التعليم العلمي"، حيث تم فيه إنتاج أفلام علمية وتعليمية. وفي وقت لاحق، تم فصل جزء الفيلم العلمي عن الأستوديو قبل أن يتم تغيير اسمه في عام  2015، إلى أستوديو "إس إي كيه" ليتمكن من انتاج أفلام الرسوم المتحركة الثنائية والثلاثية الأبعاد. ويقول الخبراء إن جودة المنتجات الكورية الشمالية تلبي المعايير العالمية. 


يعود تاريخ الرسوم المتحركة الكورية الشمالية إلى عام 1957، مع تأسيس أستوديو للرسوم المتحركة أطلق عليه فيما بعد اسم أستوديو "إس إي كيه". يتم ترجمة الاسم الكوري للأستوديو حرفيًا باسم أستوديو أفلام "تشوسون 26 أبريل". بدأت كوريا الشمالية في إنتاج أعمال الرسوم المتحركة بشكل جدي في الستينيات عندما كانت  الرسوم المتحركة أو الرسوم المتحركة  المقطعة هي السائدة في الغالب. 


أصدر الزعيم السابق "كيم جونغ إيل "، المعروف بكونه من عشاق الأفلام، تعليمات  لإنتاج الأفلام منذ منتصف سبعينيات القرن الماضي، مما ساهم في تطوير الرسوم المتحركة خلال فترة الثمانينيات، توجت بانتاج أكثر من 20 فيلما للرسوم المتحركة سنويا. البروفيسور "جيون" يتحدث عن صناعة الرسوم المتحركة الشهيرة في كوريا الشمالية.


البروفيسور " جيون يونغ سون ":

كلب الراكون الذكي هو المسلسل التلفزيوني للرسوم المتحركة الكوري الشمالي. تم إصدار حوالي 80 حلقة منه حتى الآن، تتميز كل حلقة منه بموضوع خاص. تدور السلسلة حول ثلاث شخصيات رئيسية: كلب راكون الذكي، ودب ذكر قوي وقطة أنثى ذكية. في الفترة المبكرة من المسلسل، يتنافس الأصدقاء الثلاثة على شيء ما، بينما تظهر الأعمال الحديثة أنهم يتحدون من أجل حل المشكلات. 


يتمتع كلب الراكون الذكي بشعبية كبيرة في كوريا الشمالية منذ صدوره الأول في عام 1987. وتركز الرسوم المتحركة التعليمية على كلب الراكون الذي يسعى لحل المشاكل الصعبة باستخدام حكمته ومعارفه العلمية. تتعامل الرسوم المتحركة الكورية الشمالية في الغالب مع الدروس الأخلاقية أو الوطنية أو المعرفة بالطبيعة. 


تعتبر سلسلة الرسوم المتحركة في كوريا الشمالية ذات جودة عالية حيث بلغت مستوى عالميا في تقنيات الإنتاج في وقت مبكر جدا. وبدأت كوريا الشمالية مطلع الثمانينات التعاقد من الباطن لأستوديوهات الرسوم المتحركة.  


البروفيسور " جيون يونغ سون ":

الأعمال التي شارك فيها أستوديو "إس إي كيه" كانت تستعرض في الغالب أفلام رسوم متحركة طويلة وليس مسلسلات تلفزيونية. ويتطلب إنتاج أفلام رسوم متحركة طويلة 24 إطارًا في الثانية لجعل الحركة تبدو طبيعية وسلسة. لهذا السبب، فإن الإنتاج المكلف عادة ما يتم بشكل منفصل عن التخطيط. 


تلقت كوريا الشمالية العديد من طلبات الإنتاج من شركات الإعلام الأجنبية، وذلك بفضل العمالة الرخيصة والرسامين المهرة الذين يجيدون الرسم. وعمل أستوديو "إس إي كيه" على مختلف أفلام الرسوم المتحركة، بما في ذلك فيلم الخيال العلمي الملحمي الفرنسي "جاندهار" لعام 1988. وقد ساعد أستوديو الأفلام الكورية الشمالية في تحريك أعمال ديزني مثل"بوغاونات" و"ليون كينغ ". 


شارك أستوديو "إس إي كيه" في إنتاج مسلسل "ديزني" للرسوم المتحركة التلفزيوني لعام 1997 بوغاونات. وهناك مشروع آخر للرسوم المتحركة الأمريكي انضم إليه أستوديو كوريا الشمالية : هو فيلم "عائلة سمبسون" في عام 2007. 


وفقًا للإعلام الصيني، يدير أستوديو "إس إي كيه" ما مجموعه 11 فريق إنتاج داخل البلاد وقد أنتج  أكثر من 250 عمل أجنبي حتى الآن. يقال إن تسعة فرق مسؤولة عن التعاقد من الباطن للرسوم المتحركة في الخارج قادرة على إنتاج الرسومات اللازمة لعمل الرسوم المتحركة لمدة 153 دقيقة  أسبوعيا. وهذا أمر مذهل حقا. 


قام الأستوديو أيضًا بتثبيت دورة إنتاج رسومات ثلاثية الأبعاد في كلية فنون محلية للتعليم المهني، ويرسل ما بين 30 إلى 50 موظفًا شابًا إلى فرنسا وإيطاليا كل عام لتعلم تقنية الرسوم المتحركة ثلاثية الأبعاد المتقدمة. 


البروفيسور " جيون يونغ سون ":

تحقق كوريا الشمالية أرباحًا من صادرات الرسوم المتحركة. وبالنسبة لشركات الإعلام الأجنبية، من المثالي استخدام الرسوم المتحركة الكورية الشمالية لأنها متميزة،  علاوة على كونها اقتصادية.


في السابق، كانت الولايات المتحدة تشكل جزءًا مهمًا من إنتاج الرسوم المتحركة العالمية. لكن اليابان تولت فيما بعد دور الولايات المتحدة، ثم حلت محلها أيضًا كوريا الجنوبية، بسبب ارتفاع تكاليف العمالة. والأن تطلب العديد من الدول من كوريا الشمالية إنتاج أفلام للرسوم المتحركة نظرا لجودتها العالية وكلفة إنتاجها الاقتصادية. 


في كوريا الشمالية، تعد الرسوم المتحركة فنًا يفخر به الرسامون المحليون للغاية، ولكنها تمثل أيضًا عنصر تصدير. وإدراكا منها بأهمية العمالة الماهرة في صناعة الرسوم المتحركة، تعاقدت الأمة من الباطن مع شركات الرسوم المتحركة العالمية. 


وتعاونت كوريا الشمالية أيضًا مع كوريا الجنوبية في إنتاج الرسوم المتحركة. ولعل من بين الإنتاجيات الناجحة بين الكوريتين "مملكة شيم تشونغ"، وهو فيلم روائي طويل مبني على رواية كورية شهيرة، و"بورو رو" البطريق الصغير. من المتوقع أن توفر الرسوم المتحركة للجنوب والشمال فرصة للتكاتف بين الجانبين عند استئناف التبادلات عبر الحدود . 


البروفيسور " جيون يونغ سون ":

يمكن للكوريتين إنتاج أعمال الرسوم المتحركة بشكل مشترك كجزء من تعاونهما الاقتصادي. ولا يحتاج الجانبان إلى مترجمين فوريين في عملية الإنتاج بل يمكنهما التواصل جيدًا مع بعضهم البعض عاطفياً والقيام بتنفيذ مشاريع مشتركة في هذا المجال بسرعة وسهولة أكبر من أي مجال آخر. 


تتميز كوريا الشمالية بتقنيات متقدمة للغاية لإنتاج الرسوم المتحركة، بينما برزت كوريا الجنوبية كلاعب مهم في محتويات الرسوم المتحركة. على الرغم من أن عمليات تبادل الرسوم المتحركة الخاصة بهما قد تم تعليقها لأكثر من عشر سنوات، إلا أن توليفة من نقاط القوة الخاصة بكل منهما، ستولد بالتأكيد زخما للتآزر بين البلدين. وعندما تُستأنف التبادلات الثنائية، فإن التعاون في مجال الرسوم المتحركة بين الكوريتين سيحظى بقوة دفع سريعة.

أحدث الأخبار